للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اللَّبِنهُ قَال فَأنا اللَّبِنَةُ، وَأنا خَاتِمُ النَّبِيِّينَ". (١)

أن رسالته -صلى الله عليه وسلم- عامة الناس جميعًا: عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- أَنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قَال: "أُعْطِيتُ خَمْسًا لَمْ يُعْطَهُنَّ أَحَدٌ قبلي نُصِرْتُ بِالرُّعْبِ مَسِيرَةَ شَهْرٍ، وَجُعِلَتْ لي الأَرْضُ مَسْجِدًا وَطَهُورًا، فَأيُّما رَجُلٍ مِنْ أمتي أَدْرَكَتْهُ الصَّلاة فَلْيُصَلِّ، وَأُحِلَّتْ لي المغَانِمُ وَلمْ تَحِلَّ لأَحَدٍ قبلي، وَأُعْطِيتُ الشَّفَاعَةَ، وَكَانَ النبي -صلى الله عليه وسلم- يُبْعَثُ إِلَى قَوْمهِ خَاصَّةً، وَبُعِثْتُ إِلَى النَّاسِ عَامَّةً". (٢)

أخذ الله له -صلى الله عليه وسلم- العهد على جميع الأنبياء: من الأمور التي تدل على عظيم قدره -صلى الله عليه وسلم- عند ربه ما أخذه الله من العهد له -صلى الله عليه وسلم- على جميع الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام على أنه لو بعث -صلى الله عليه وسلم- وهم أحياء أو أحد منهم فإنه يجب عليهم أن يؤمنوا به ويتبعوه وينصروه. قال تعالى {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَال أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالوا أَقْرَرْنَا قَال فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ}.

قرنه -صلى الله عليه وسلم- خير قرون بني آدم: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- أَنَّ رَسُولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قَال: "بُعِثْتُ مِنْ خَيْرِ قُرُونِ بني آدَمَ قَرْنًا فَقَرْنًا، حَتَّى كنْتُ مِنَ الْقَرْنِ الذي كنْتُ فِيهِ". (٣) وعَنْ عَبْدِ الله -رضي الله عنه- عَنِ النبي -صلى الله عليه وسلم- قَال: "خَيرُ النَّاسِ قَرنِي". (٤)

أنه -صلى الله عليه وسلم- خليل الرحمن: عَنْ عَبد الله قَال: قَال رَسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: "أَلَا إِنِّي أَبْرَأُ إِلَى كُلِّ خِلٍّ مِنْ خِلِّهِ وَلَوْ كنْتُ مُتَّخِذًا خَلِيلًا لَاتَّخَذْتُ أبا بَكْرٍ خَلِيلًا إِنَّ صَاحِبَكُمْ خَلِيلُ الله". (٥)

وهذه الفضيلة لم تثبت لأحد غير نبينا وإبراهيم الخليل عليهما الصلاة والسلام.

أن الله رفع له ذكره -صلى الله عليه وسلم-: قال تعالى: {وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ} (الشرح: ٤) فلا يذكر


(١) البخاري (٣٥٣٥)، مسلم (٢٢٨٦).
(٢) البخاري (٣٣٥)، مسلم (٥٢١).
(٣) البخاري (٣٥٥٧).
(٤) البخاري (٢٦٥٢)، مسلم (٢٥٣٣).
(٥) مسلم (٢٣٨٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>