للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وحللتم قتل الأسارى وطالما ... غدونا عن الأسرى نعف ونصفح

فحسبكم هذا التفاوت بيننا ... وكل إناء بالذي فيه ينضح

وهذا ما فعله الخليفة العثماني السلطان (محمد الفاتح) حينما اصطلح مع دول العالم في معاهدة دولية على إلغاء استرقاق الأسرى في الحرب، ومنذ ذلك الحين تعارفت الدول على هذا الاصطلاح، وحرَّم الاسترقاق في الحرب.

[الوجه الثاني عشر: أهمية الموالي في بناء الدولة الإسلامية.]

- مساعدة النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- في هجرته:

عن عَائِشَةَ -رضي اللَّه عنها- زَوْجَ النَّبِي -صلى اللَّه عليه وسلم- قَالَتْ: لحِقَ رَسُولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وَأَبُو بَكْرٍ بِغَارٍ في جَبَلِ ثَوْرٍ، فَكَمَنَا فِيهِ ثَلَاثَ لَيَالٍ يَبِيتُ عِنْدَهُمَا عَبْدُ اللَّه بْنُ أَبِي بَكْرٍ وَهُوَ غُلَامٌ شَابٌّ ثَقِفٌ لَقِنٌ فَيُدْلِجُ مِنْ عِنْدِهِمَا بِسَحَرٍ، فَيُصْبِحُ مَعَ قُرَيْشٍ بِمَكَّةَ كَبَائِتٍ، فَلَا يَسْمَعُ أَمْرًا يُكْتَادَانِ بِهِ إِلَّا وَعَاهُ حَتَّى يَأْتِيَهُمَا بِخَبَرِ ذَلِكَ حِينَ يَخْتَلِطُ الظَّلَامُ، وَيَرْعَى عَلَيْهِمَا عَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ مِنْحَةً مِنْ غَنَمٍ فَيُرِيحُهَا عَلَيْهِمَا حِينَ تَذْهَبُ سَاعَةٌ مِنْ الْعِشَاءِ فَيَبيتَانِ فِي رِسْلٍ وَهُوَ لَبَنُ مِنْحَتِهِمَا وَرَضِيفهِمَا حَتَّى يَنْعِقَ بِهَا عَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ بِغَلَسٍ يَفْعَلُ ذَلِكَ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ تِلْكَ اللَّيَالِي الثَّلَاث (١).

- صانع منبر رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- كان مولى:

عن أَبي حَازِمٍ قَالَ: سَأَلُوا سَهْلَ بْنَ سَعْدٍ، مِنْ أَيِّ شَيْءٍ الْمِنْبَر؟ فَقَالَ: مَا بَقِيَ بِالنَّاسِ أَعْلَمُ مِنِّي. هُوَ مِنْ أَثْلِ الْغَابَةِ عَمِلَهُ فُلَان مَوْلَى فُلَانَةَ لِرَسُولِ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، وَقَامَ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- حِينَ عُمِلَ، وَوُضِعَ فَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ كَبَّر، وَقَامَ النَّاسُ خَلْفَهُ (٢).

[- منهم من كان في مرتبة أئمة للمسلمين في صلاتهم]

عَنْ عَبْدِ اللَّه بْنِ عُمَرَ قَالَ: لمَّا قَدِمَ الْمُهَاجِرُونَ الْأَوَّلُونَ الْعُصْبَةَ مَوْضِعٌ بِقُبَاءٍ قَبْلَ مَقْدَمِ رَسُولِ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- كَانَ يَؤُمُّهُمْ سَالِمٌ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ، وَكَانَ أَكْثَرَهُمْ قُرآنًا (٣).


(١) أخرجه البخاري (٣٦١٦).
(٢) أخرجه البخاري (٣٦٤).
(٣) أخرجه البخاري (٦٥١).

<<  <  ج: ص:  >  >>