د) مسئولية رواية السنة المبينة للكتاب، وهذه يجمع عليها علماء المسلمين. (١)
ومن هذه المسئوليات ما تختص به وهو حضانة الأطفال، وهذه ما كان اللَّه ليسندها إلا لإنسان سوي. وما كان لنا نحن الرجال أن نأمن على أبنائنا وبناتنا في كنف إنسان عاجز مختل العقل والدين.
[الوجه الثاني: لابد من مراعاة مناسبة الحديث.]
إن المناسبة التي قيل فيها النص خلال عظة للنساء في يوم عيد، فهل نتوقع من الرسول الكريم صاحب الخلق العظيم أن يغض من شأن النساء، أو يحط من كرامتهن، أو ينتقص من شخصيتهن في هذه المناسبة البهيجة؟ !
[الوجه الثالث: أوجه نقصان عقل المرأة.]
إن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- بيَّن بأن المراد من نقصان العقل هي أن شهادة المرأة مثل نصف شهادة الرجل فقط، وعلى ذلك نرى أنفسنا ملزمين بالوقوف عند حدود تفسير رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- للنقص لا نتعداه، أما إذا تجاوزنا هذه الحدود فسنخبط في متاهة الاحتمالات، وربما خضنا في الأوهام، ونكون عندها قد وقعنا في محظور اتباع المتشابه.
وقد بينا في الشبهة حول مساواة الرجل بالمرأة، لماذا جعل اللَّه شهادة المرأة نصف شهادة الرجل.
الوجه الرابع: قول النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-هذا تمهيد لما بعده.
إن من أوضح ما يدل عليه سياق الحديث، أنه -صلى اللَّه عليه وسلم- وجَّه إلى النساء كلامه هذا على وجه المباسطة التي يعرفها ويمارسها كل منا في المناسبات، لا أدل على ذلك من أنه جعل الحديث عن نقصان عقولهن توطئة وتمهيدًا لما يناقض ذلك من القدرة التي أوتينها، وهي خلب عقول الرجال، والذهاب بلب الأشداء من أولي العزيمة والكلمة النافذة منهم، فهو كما يقول أحدنا لصاحبه: قصير، ويتأتى منك كل هذا الذي يعجز عنه الآخرون، إذن