(٢) دراسات في الأسرة في الإسلام (١٢١ - ١٢٣). ولعل الرجال متهمون، عندما يكونون هم المدلون بهذا القرار. إذن، فإليك ما تقوله الكاتبة الألمانية إسترفيلار، في كتابها المعمق والطريف، حق الرجل في التزوج بأكثر من واحدة: إن كانت القوة البدنية حَرِيَّة بأن تكون عاملَ ضغطٍ وتحكمٍ في طبقة اجتماعية ما، فهي لا يمكن البتة أن تنجح في إخضاع جنس إلى جنس آخر. إن الشخص الذي يستطيع اضطهاد شخص آخر هو الشخص الضعيف المحتاج إلى المساعدة، وليس الشخص الأقوى بدنيًا، فليس العاشق هو صاحب السلطة، وإنما المعشوق. وهي تؤكد في أكثر من موضع في كتابها هذا أن المرأة لا تركن إلا إلى الرجل، الذي هو أحدُّ منها ذكاءً، وقد تبدو إلى جانبه كغبية ساذجة، إذ إن ذلك شرط لابد منه؛ لاحتمائها به، وهي تبحث في الرجل عن الرعاية والحماية قبل البحث عن الجنس. فهي تقول: بالنسبة للنساء فإن بإمكانهن بسط سلطتهن على الرجال، وذلك بالتحكم في غرائزهن الجنسية مما يجعل الرجال تابعين لها، وبما أن النساء في أغلب الأحيان هن أضعف جسميًا وفكريًا من الرجال، فإنهن يستطعن إضافة إلى إمكانية امتناعهن جنسيًا عنهم أن يلفتوا انتباه الرجال إليهن بمثابتهن مواضيع رعاية. وتقول: فقط، عندما تكون المرأة أضعف من الرجل، ثم إضافة إلى ذلك أغبى منه، فإنها تصبح بالنسبة لهذا الأخير طرفًا مغريًا جذابًا. وتمضي فتؤكد هذه الحقيقة على ألسنة النساء قائلة: والمعروف في النساء قولهن: إن الرجل الذي أبتغيه هو ذاك الذي باستطاعته أن يكون قادرًا على حمايتي، وهو لن يقدر على ذلك إلا إذا كان أطول قامة، وأقوى بنية، وأشد ذكاء مني. وتقول: إن الرجل الذي أبتغيه هو ذاك الذي أستظل بقامته، وأرفع عيني لمشاهدة وجهه. =