للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يقابله العاطفة، وهي أيضًا إحدى قوى الإنسان وأحد عناصر حياته الهامة، وكل إنسان لديه هاتان القوتان: العقل، والعاطفة، وفي كثير من الأحيان يتعارض عمل كل منهما ودوره مع عمل الآخر ودوره.

فمن يريد أن يتخذ قرارًا عقلانيًا، لابد أن يتجرد عن العاطفة مؤقتًا، ومن اتخذ قرارًا عاطفيًا لابد أن يُغيب سلطان العقل مؤقتًا، أو يُضْعِفَه على الأقل، وكلَّما ظهر أحدهما غاب أو كاد أن يغيب الطرف الآخر مؤقتًا، وغياب أحدهما مؤقتًا لا يعني اختفاءه كليًا، فمتى زاد سلطان العقل ضعف سلطان العاطفة، لكن لا يُقال في هذه الحال: إنه لا عاطفة للإنسان حينئذ، ومتى زاد سلطان العاطفة ضعف سلطان العقل، ولكن لا يُقال أيضًا: إنه لا عقل للإنسان حينئذ. فهما كعنصري محلول مكون من ماء وملح، فإذا زادت كمية الماء خف التركيز، مع العلم أن كمية الملح لم تنقص، وإذا زاد الملح ازداد التركيز، مع العلم أن كمية الماء لم تنقص، ومن هنا فإن نقصان العقل الذي ورد في الحديث ليس المراد منه نقصان قوى التفكير عند المرأة، وإنما المراد منه زيادة العاطفة.

وزيادة العاطفة ليست عبثًا، فهي مهمة للأنثى حتى تكون من الجنس اللطيف، وهي ضرورية لها كأمٍ تحتاجها للصبر على أطفالها والعناية بهم، وتحتاجها كأخت وعمة وخالة، لذا كانت العاطفة من علامات كمال أنوثة المرأة.


= إذن، فمما هو ثابت علميًا، ومؤكد بشهادة النساء أنفسهن، أن المرأة أضعف من الرجل جسميًا وأقل منه ذكاء؛ وأنها لا تضيق بذلك، وإنما تراه مظهرًا لضعفها النسوي الذي هو في الواقع رأس مالها الذي تستخدمه في السيطرة على الرجل، في الوقت الذي تجعل منه راعيًا لها مهتمًا بحمايتها.
فهل قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- للمرأة -بطريقة المباسطة- أقل أو أكثر من هذا الكلام؟
إن العجيب أن الذين يتبرمون بالإسلام، ويمارسون حرفة هابطة مكشوفة في التقول عليه، يجلجلون بهذا الحديث في الأوساط، وربَّما في الأوساط النسائية خاصة، ويطيلون ألسنتهم بالنقد عليه حتى إذا رأوا ما يقوله كتاب علم النفس، ووقفوا على ما يقوله أمثال هذه الكاتبة، مما أتينا على بعض نصوص منه، ألجموا ألسنتهم عن النقد، وأصغوا إليه بالاحترام والقبول إن لم نقل بالاستسلام والتقديس.

<<  <  ج: ص:  >  >>