للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

متى مات ورقة؟ وهل يختلف القرآن المدني عن المكي نتيجة وفاة ورقة؟ وما علاقة موت ورقة بانتشار الإسلام في مكة والمدينة؟ وكم نسبة قرآن ورقة إلى القرآن الكريم؟ وهل محمد (القرشي الأمي) كان أفضل من ورقة بن نوفل (النصراني المؤمن) في ادعاء الإسلام؟ .

فإن كان ورقة هو الأب الروحي السري للوحي، فلماذا لم تتأثر السور والآيات المكية بعقيدة الثالوث أو بغيرها من الروايات المقدسة حول الأنبياء، ولم يلتزم بالإطار العام في سر القدرة الإلهية والإيحاءات فيها وعلاقة الشيطان برسالة الله في خلقه؟

الوجه الثالث: كيف يمكن اعتبار التوراة والإنجيل من أهم مصادر القرآن مع أن القرآن خالفها في كثير من الأشياء؛ ففي بعض الأحداث التاريخية نجد القرآن يذكرها بدقة متناهية، ويتمسك بها بإصرار، في الوقت الذي كان بإمكانه أن يتجاهل بعضها على الأقل تفاديًا للاصطدام بالتوراة والإنجيل) (١).

الوجه الرابع: يقال لهم: لقد خالف القرآن الكريم التوراة والإنجيل في أعظم وأخطر قضية وهي الوحدانية لله تعالى، فالقرآن يؤكد على وحدانية الله وكماله وتفرده بالعظمة والخلق والجلال والجمال، بينما نصوص التوراة والإنجيل تؤكد على الثالوث: الأب، والابن، وروح القدس، وتنسب إلى الله النقائص، تعالى الله عن قولهم علوًا كبيرًا.

١ - في جانب التشريع نجد أن الإنجيل يحرم الزواج بالمطلقة، ويعتبره زنىً، فقد جاء فيه: (من تزوج مطلقة فقد زنا)، أما القرآن فإنه يعتبر ذلك مكرمة للمرأة، ويراه أمرًا حسنًا، وقد تزوج النبي - صلى الله عليه وسلم - بزينب - رضي الله عنها - بعد أن طلقها زيد بن حارثة - رضي الله عنه -.

٢ - إنك إذا قارنت بين أسلوب القرآن وبلاغته وفصاحته وبين نصوص العهدين وجدت الفرق العظيم، فنصوص العهدين تغلب عليها الركاكة في الأسلوب، وأما القرآن فقد أعيا أساطين البلاغة إلى اليوم أن يأتوا ولو بسورة أو بآية مثله، فكيف يقال: إنه قد صيغ من كتب أولئك الذين لا يستطيعون الإتيان بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرًا؟


(١) المستشرقون وشبهاتهم حول القرآن (ص: ٤٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>