للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأما شارلمان فقد كان متحمسًا للمسيحية، يؤمن أن من واجبه تحويل جيرانه إلى المسيحية، ولم يؤمن بالحجة وضرب الأمثال طرقًا للهداية؛ بل كان يفضل طريق القوة (١)، فقد ظل يحارب السكسونيين ثلاثًا وثلاثين سنة، كلها عنف ووحشية، حتى أخضعهم وحوَّلهم قسرًا إلى الديانة المسيحية، كما تطلب ثماني رحلات حسومًا متتابعة، حتى هدم الأفاريين، الذي قيل عن أسلاب كنوزهم المكدسة أنها رفعت شارلمان من عالي الغنى والثروة إلى شاهق الفيض والوفرة (٢).

وفي مصدر آخر: فرض شارلمان على السكسونيين الوثنيين النصرانية بالسيف، ولما ضعف السكسونيون بعد معارك كثيرة وحروب عديدة، اعتنقوا المسيحية آخر الأمر وخضعوا لحكم الفرنجة، وكان فرض هذا الدين على السكسونيين على يد القديس ليودجر Liudger، وويليهاد Willehad.

أـ ويقول الدكتور غوستاف لوبون في كتابه "حضارة العرب": "ولقد أكرهت مصر على انتحال النصرانية، ولكنها هبطت بذلك إلى حضيض الانحطاط الذي لم ينتشلها منه سوى الفتح العربي، وكان البؤس والشقاء مما كانت تعانيه مصر التي كانت مسرحًا للاختلافات الدينية الكثيرة في ذلك الزمن، وكان أهل مصر يقتتلون ويتلاعنون بفعل تلك الاختلافات، وكانت مصر التي أكلتها الانقسامات الدينية، وأنهكها استبداد الحكام تحقد أشد الحقد على سادتها الروم، وتنتظر ساعة تحريرها من براثن قياصرة القسطنطينية الظالمين" (٣).

ب - وفي الدانمارك: نشر الملك "كنوت Cnut" المسيحية في ممتلكاته بالقوة والإرهاب، "ومن ثم أخضع الأمم المغلوبة على أمرها للقانون المسيحي بعد أن اشتبك مع الممالك


(١) راجع العدد الثامن من موسوعة المعرفة التي تنشرها شركة ترديسكيم جنيف، صـ ١٢٢/ ١٢٣، والتي صدرت بالعربية ٢٠ أيار ١٩٧١.
(٢) تاريخ أوربا العصور الوسطى، تأليف: هـ. ا. ل. فيشر، ١/ ٦١.
(٣) حضارة العرب صـ ٣٣٦، الفصل الرابع العرب في مصر.

<<  <  ج: ص:  >  >>