للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العروسان يوم زفافهما. وفي الماضي، كان اليهودي يصوم بعد رؤيته كابوسًا في نومه. وإذا سقطت إحدى لفائف التوراة كان من المعتاد أن يصوم الحاضرون (١).

وهذه الأنواع من الصيام سالفة الذكر تدل دلالة قوية على التدخل البشري في شريعة الصوم عند اليهود، حيث إن هذه الأنواع من الصيام لم ترد بها نصوص، وإنما هي لون من ألوان الحداد الذي فرضه اليهود على أنفسهم.

[الصوم في النصرانية]

الصوم عند النصارى يعني: (الامتناع عن الطعام من الصباح حتى منتصف النهار، ثم تناول طعام خال من الدسم) (٢). ومعنى الحزن والكآبة المرتبطين بالصوم عند اليهود موجود كذلك في النصرانية يدل على ذلك النص التالي في الإنجيل: حِينَئِذٍ أَتَى إِلَيْهِ تَلَامِيذُ يُوحَنَّا قَائِلِينَ: "لِمَاذَا نَصُومُ نَحْنُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ كَثِيرًا، وَأَمَّا تَلَامِيذُكَ فَلَا يَصُومُونَ؟ " ١٥ فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: "هَلْ يَسْتَطِيعُ بَنُو الْعُرْسِ أَنْ يَنُوحُوا مَا دَامَ الْعَرِيسُ مَعَهُمْ؟ وَلكِنْ سَتَأْتِي أَيَّامٌ حِينَ يُرْفَعُ الْعَرِيسُ عَنْهُمْ، فَحِينَئِذٍ يَصُومُونَ (متى: ٩/ ١٤ - ١٥). فالصوم في نظر المسيح -عليه السلام- حسب النص الإنجيلي- إنما هو نواح، وهو لا يتلاءم مع أيام الرخاء التي يمثلها بقاء المسيح -عليه السلام- مع تلامذته.

[أوقات الصوم عند النصاري]

للصوم في النصرانية أوقات معينة، وهي على النحو التالي:

١ - يوم الأربعاء؛ لأنه يوافق يوم المؤامرة التي انتهت بالقبض على المسيح -عليه السلام-.

٢ - يوم الجمعة؛ لأن المسيح صلب يوم الجمعة في اعتقادهم.

٣ - صوم الميلاد، وعدد أيامه ٣٤ يومًا تنتهي بعيد الميلاد.


(١) موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية (٥/ ٢١٤).
(٢) المسيحية للدكتور أحمد شلبي (١٩٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>