للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحفظ فوق أبي بكر بن عياش، ويصفونه بضبط الحروف التي قرأ على عاصم، وأقرأ الناس دهرًا وكانت القراءة التي أخذها عن عاصم ترتفع إلى علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - (١).

قلت: يشير إلى ما روينا عن حفص أنه قال: قلت لعاصم: أبو بكر يخالفني. فقال: أقرأتك بما أقرأني أبو عبد الرحمن السلمي عن علي بن أبي طالب، وأقرأته بما أقرأني زر بن حبيش عن عبد الله بن مسعود.

وفاته: توفي سنة ثمانين ومائة على الصحيح، وقيل: بين الثمانين والتسعين، فأما ما ذكره أبو طاهر بن أبي هاشم وغيره من أنه توفي قبل الطاعون بقليل، وكان الطاعون سنة إحدى وثلاثين ومائة فذاك حفص بن سليمان المنقري بصري من أقران أيوب السختياني قديم الوفاة فكأنه تصحيف عليهم والله أعلم (٢).

ثانيًا: ثناء العلماء عليه:

قال وكيع: كان ثقة (٣)، قال محمد بن سعد العوفي، حدثنا أبي، حدثنا حفص بن سليمان، وكان ينزل سُوَيْقَةَ نصر، لو رأيته لَقَرَّتْ عَيْنُكَ به علمًا وفهمًا.

قال أحمد: هو صالح. وفي رواية: ما كان بحفص بن سليمان المقرئ بأس (٤).

قال الذهبي: فأما في القراءة فثبتٌ إمام، وأما في الحديث فحسن الحديث. (٥) وقال في السير: حجة في القراءة، لين في الحديث. (٦)


(١) النشر في القراءات العشر لابن الجزري ١/ ١٧٩.
(٢) غاية النهاية في طبقات القراء ١/ ١١١، وتراجم القراء ١/ ٢٥.
(٣) وقول وكيع هذا مهم جدًا في توثيق حفص لسببين: الأول: كونه من الكوفة، وأهل الكوفة أعرف بعلمائهم، والثاني: كونه معاصرًا لحفص، وما رَاءٍ كمَنْ سَمِعَ.
(٤) موسوعة أقوال الإمام أحمد في الجرح والتعديل ٢/ ١٦٤.
(٥) معرفة القراء الكبار ١/ ١٤٠ - ١٤١.
(٦) تاريخ الإسلام ٨/ ٤٩٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>