للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[١٣ - شبهة: شهادة الناس على الميت.]

[نص الشبهة]

عن أَنَسِ بْنَ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ: مَرُّوا بِجَنَازَةٍ فَأَثْنَوْا عَلَيْهَا خَيْرًا فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "وَجَبَتْ ثُمَّ مَرُّوا بِأُخْرَى فَأثْنَوْا عَلَيْهَا شَرًّا فَقَالَ: "وَجَبَتْ فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: - رضي الله عنه - مَا وَجَبَتْ قَال: "هَذَا أثنيتُمْ عَلَيْهِ خَيْرًا فَوَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ، وَهَذَا أَثْنَيْتُمْ عَلَيْهِ شَرًّا فَوَجَبَتْ لَهُ النَّارُ أنتُمْ شُهَدَاءُ الله فِي الْأَرْضِ". يقولون: كيف يدخل أحد النار بمجرد أن يشهد عليه أحد الناس؟ .

والرد علي ذلك من وجوه:

[الوجه الأول: المعنى الصحيح للحديث.]

الوجه الثاني: الشهادة المقبولة من الناس على الميت خاصة بالثقات المتقين فقط.

الوجه الثالث: لا بد أن يكون لثناء الأمة على الميت فائدة، وثناء الأمة إلهام من الله تعالى.

الوجه الرابع: قد يستشكل البعض هذا الحديث مع حديث النهي عن سب الأموات، وإليك حل الإشكال.

وإليك التفصيل،

[الوجه الأول: المعنى الصحيح للحديث.]

وقبل أن نشرع في معنى الحديث نذكر معنى الشهادة:

قال ابن حجر: هي مصدر شهد يشهد قال الجوهري: الشهادة خبر قاطع والمشاهدة المعاينة مأخوذة من الشهود أي الحضور لأن الشاهد مشاهد لما غاب عن غيره. (١)

وقال القاضي: والشهداء: جمع شهيد بمعنى الحاضر أو القائم بالشهادة، أو الناصر، والإمام كأنه سمي به، لأنه يحضر النوادي ويبرم بحضرته الأمور، إذ التركيب للحضور إما بالذات أو التصور، ومنه قيل للمقتول في سبيل الله شهيد، لأنه حضر ما كان يرجوه أو الملائكة حضوره، والملائكة شهداء الله في السماء. (٢)


(١) فتح الباري ٥/ ٢٩٣.
(٢) فيض القدير ٣/ ٥١.

<<  <  ج: ص:  >  >>