للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال الأزهري: وقال القتيبي: الرِّيش والريَاش واحد، وهما ما ظهر من اللباس، وريش الطائر ما ستره الله تعالى به (١).

وقال ابن عاشور: والرِّيش لباس الزّينة الزائد على ما يستر العورة، وهو مستعار من ريش الطّير لأنَّه زينته، ويقال للباس الزّينة: رِياش (٢).

وقال ابن عباس - رضي الله عنهما -: وريشًا: المال، وصله ابن جرير من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله: (ورياشًا) قال: مالًا، ومن طريق مجاهد والسدي وعروة بن الزبير والضحاك فرقهما قال في قوله: {وَرِيشًا} قال: المال (٣).

وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم: الرياش: الجمال (٤).

وقال ابن جرير: والرياش في كلام العرب: الأثاث، وما ظهر منها من المتاع والثياب مما يلبس، والريش إنما هو المتاع والأموال عندهم (٥).

[الوجه الثاني: تفسير الآية.]

قال الله - عز وجل -: {يَابَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ (٢٦)} [الأعراف: ٢٦]

يقول جل ثناؤه للجهلة من العرب الذين كانوا يتعرَّون للطواف، اتباعًا منهم أمرَ الشيطان، وتركًا منهم طاعةَ الله، فعرفهم انخداعهم بغروره لهم، حتى تمكن منهم فسلبهم مِنْ ستر الله الذي أنعمَ به عليهم، حتى أبدى سوءاتهم وأظهرها من بعضهم لبعض، مع


(١) تهذيب اللغة (١١/ ٤٠٩).
(٢) التحرير والتنوير (٨/ ٧٥).
(٣) صحيح البخاري (٨/ ١٤٨)، وتفسير الطبري (٨/ ٢٤٨) وابن أبي حاتم (٥/ ٨٣٣١) وابن كثير (٦/ ٢٧٦).
(٤) أخرجه ابن جرير في تفسيره (٨/ ١٤٨) وابن كثير (٦/ ٢٧٧)، وفيه عبد الرحمن بن زيد (ضعيف) كما في تقريب التهذيب (١/ ٣٩٧٤).
(٥) جامع البيان ٨/ ١٤٧، وذكر البناء في "إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر ٢٨١) قراءة (ورياشًا) عن الحسن البصري.

<<  <  ج: ص:  >  >>