والإسلام لا يحرم المرأة من أن تتزين أمام زوجها، وإنما حرم أن تتزين للرجال الأجانب لشيء يرجع إلى مصلحتها أولًا، وهذا يتضح جليًا في قوله تعالى:{يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا}(الأحزاب: ٥٩).
فهنا يأمر اللَّه نبيه بأن يأمر أزواجه وبناته وكل النساء المؤمنات بأن يتحجبن ويرتدين الملابس الطويلة الواسعة؛ لأن ذلك أحرى أن يعرف أنهن شريفات عفيفات فلا يؤذيهن أحد، لا بكلمة ولا بنظرة، ولا غير ذلك.
[الوجه الثاني: حال المرأة المتبرجة والمحجبة وسط مجتمعها.]
فانظر إلى الشباب الذي يقف في الطرقات يتربص الفتيات إذا مرت فتاة متبرجة من أمامه يوجه إليها الغمز واللمز، وإذا مرت فتاة محجبة على الهيئة التي أمرها اللَّه بها، فإن هذا الشباب يتوقف تلقائيًا عن المعاكسة أو المضايقة حتى تمر هذه الفتاة التي حفظت اللَّه في نفسها فحفظها من غيرها.
يقول الشيخ الشعراوي: سألتني صحفية إنجليزية لماذا يمنع الدين الإسلامي المرأة من أن ترتدي ما تشاء؟ لماذا يقيد حريتها في أن تختار ثيابها، وترتدي ما تحب، أليست هذه حرية شخصية للمرأة؟
قلت: قبل أن أجيب على هذا السؤال، لابد أن نتفق على نقطة هامة، هي أنه ليس لإنسان يعيش في مجتمع ما يسمى بالحرية المطلقة، فلابد أن تكون حريته حرية نسبية لا تعتدي على حريات الآخرين، وبعيدًا عن مخالفة الدين وتعاليمه.
هل تستطيعين أنت أن تفعلي ما تريدين؟ إذا أردت أن تمشي في الطريق العام بدون ملابس على الإطلاق، فهل يمكنك ذلك بدعوى أنك حرة تفعلين ما تشائين؟ !