للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الناسوت أقدر على الخلاص والفداء من اللاهوت.

"ويقال لهم أليس المسيح عندكم عبارة عن لاهوت وناسوت اتحدا فصارا مسيحا؟ فإذا قالوا بلى. قلنا فالميت أيهما؟ فإذا قالوا الناسوت. قلنا: فكيف استقل بهداية الخلق ناسوت ميت وعجز عن ذلك لاهوت حي؟ أفتقولون إن ناسوت المسيح أقدر على الهداية من لاهوته؟ . (١)

[الوجه الثاني: لابد في المخلص أن يكون إلها، وهذا يبطل فكرة الناسوت.]

إن هذا القول مناقض لفكرتهم وشروطهم في المخلص، إنه لابد وأن يكون المسيح ابن الله، فإذا كان الذي صلب وتألم ومات هو ابن الإنسان، فمعنى ذلك أنه لم يتوافر فيه وقت الفداء هذا الشرط.

هذا إلى جانب أن هذا القول مناقض لما جاء في العهد الجديد الذي يقول: "وَدَمُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ ابْنِهِ يُطَهِّرُنَا مِنْ كُلِّ خَطِيَّةٍ." (يوحنا الأولى ١/ ٧).

فدم ابن الله -لا ابن الإنسان- هو الذي يطهرهم من كل الخطايا.

الوجه الثالث: لو كان المصلوب ناسوتًا فهي مهمة يقوم بها أي بشر سوى عيسى.

أنه على هذا القول لا داعي لتجسد ابن الله، لأن أي إنسان كان يكفي أن يقوم بهذا ويتحمل الآلام ويصلب ويموت نيابة عن البشر. (٢)

[الوجه الرابع: أنتم وصفتم الإله بعدم الموت ثم تثبتون موته على الصليب!]

ورد في الكتاب عندهم عدة نصوص تفيد بأن الإله لا يموت سواء أكان ذو طبيعة واحدة أم ذو طبيعتين؟ فسواء كان ابن الإله أو الإله الرئيسي، فهو في النهاية إله والإله لا يموت باعتراف الكتاب والعقل.

وها هي الأدلة:

١ - ورد في سفر التثنية ٣٢/ ٣٩: "٣٩ اُنْظُرُوا الآنَ! أَنَا أَنا هُوَ وَلَيْسَ إِلهٌ مَعِي. أَنَا أُمِيتُ وَأُحْيِي."


(١) المنتخب الجليل (١١٥)
(٢) تأثر المسيحية بالأديان الوضعية (٥٦٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>