ومن التناقضات بين الأناجيل أيضًا اختلاف الأناجيل في أسماء التلاميذ الاثني عشر، إذ يقدم العهد الجديد أربع قوائم للتلاميذ الاثني عشر تختلف كل واحدة عن الأخرى، وبيانه:
أن أسماء التلاميذ ذكرها متى في إنجيله (١٠/ ١ - ٤)، ومرقس أيضًا (انظر ٣/ ١٦)، وذكرها لوقا في إنجيله في (٦/ ١٤) ثم في أعمال (١/ ١٣).
وتتشابه القوائم الأربعة في عشرة أسماء وهي سمعان بطرس، وأخوه اندرواس، ويعقوب ابن زبدي، وأخوه يوحنا، وفيلبس، وبرثو لماوس، وتوما، ومتى، ويعقوب بن حلفي، وسمعان القانوي أو الغيور.
ويتفق متى ومرقس ولوقا على ذكر يهوذا الأسخريوطي، فيما أهمل في أعمال الرسل، وهو ما يمكن أن نعتبره توافقًا، إذ قد أهمل ذكر التلميذ الخائن.
وأما الاسم المكمل للإثني عشر، فيذكر متى ومرقس اسم لباوس الملقب: تداوس، فيما يذكر لوقا في إنجيله وأعمال الرسل يهوذ ابن حلفي.
ولا يمكن أن يكون لهذا التلميذ هذه الأسماء الثلاثة؛ لأنه كما في تعليق الآباء اليسوعيين على (متى ١٠/ ٣): "يستبعد أن تكون هذه الأسماء المختلفة قد أطلقت على شخص واحد؛ لأن هذه الأسماء الثلاثة هي سامية كلها، حين كان لشخص واحد اسمان في ذلك الزمان؛ كان أحدهما يهوديًّا، والآخر يونانيًا أو رومانيًا. إن التقليد الذي حافظ بثبات على عدد الرسل الاثني عشر لم يتردد إلا على اسم واحد منهم".
وإذا كانت الأناجيل تختلف بأمر بمثل هذه الأهمية والوضوح، فكيف لنا أن نثق بما وراء ذلك من أخبار ووقائع وتفصيلات تعرضها عن حياة المسيح وغيره. (١)
[٣ - من الذي طلب الملكوت، الأم أم ابناها؟]
ومن تناقضات الأناجيل أيضًا ما تناقض فيه متى مع مرقس، فقد ذكر متى أنه
(١) المسيح في مصادر العقائد المسيحية أحمد عبد الوهاب (٨٣ - ٨٤).