للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سَبْيِ بَابِلَ أَرْبَعَةَ عَشَرَ جِيلًا، وَمنْ سَبْيِ بَابِلَ إِلَى المُسِيحِ أَرْبَعَةَ عَشَرَ جِيلًا." (متى ١/ ١٧).

لكن متى لم يوف بالأرقام التي ذكرها، إذ لم يذكر بين المسيح والسبي سوى اثني عشر أبًا. وقد تصرف متى في المجموعة الثانية، فأسقط عددًا من الأسماء ليحافظ على الرقم ١٤، فأسقط ما بين يورام وعزيا ثلاثة آباء، هم أخزيا بن يورام وابنه يواشى وابنه أمصيا والد عزيا. (١)

والسؤال كيف يجمع علماء الكتاب المقدس بين تناقضات أنساب المسيح؟

قال بعضهم: "لا يراد من هذا شجرة نسب كامل ... أسماء قد سقطت من بعض الإنجيليين، وهذا للتوضيح الموصل إلى الرغبة بإثبات سلالة مؤسسة على الصحة التاريخية في خطوطها العريضة أو عناصرها الأساسية".

ولكن بوكاي لا يرى هذا التبرير مقبولًا؛ لأن النصوص لا تسمح بمثل هذا الافتراض، إذ أن نص التوراة الذي اعتمد عليه الإنجيليون يقول: فلان في عمر كذا أنجب كذا، ثم عاش كذا من السنين، وهكذا فليس ثمة انقطاع.

ويقول صاحب كتاب "شمس البر": "معرفتنا بطريقة تأليف جداول النسب في تلك الأيام قاصرة جدًّا ويعلق بوكاي: "لا شك أن نسب المسيح في الأناجيل قد دفع المعلقين المسيحيين إلى بهلوانيات جدلية متميزة صارخة تكافئ الوهم والهوى عند كل من لوقا ومتى". (٢)

لكن النتيجة الخطيرة والمهمة المترتبة على وجود هذا التناقض هي: أن إنجيل متى لم يكن معروفًا للوقا مع أنه قد سبقه بنحو عشرين سنة، ولو كان لوقا يعرفه، أو يعتبره إنجيلًا مقدسًا لراجعه ولما خالفه، فدل ذلك على عدم وجود إنجيل متى يومذاك، أو إسقاط الاعتبار له. (٣)

ثم ماذا عن يوحنا ومرقس لم أهملا نسب المسيح، فلم يذكراه؟ هل يرجع ذلك لشكهما في صحة متى ولوقا أم خوفًا من سخرية اليهود أم ..... ؟ . (٤)


(١) المسيح في مصادر العقائد المسيحية (٧٨ - ٨٣)، إظهار الحق (١/ ١٨٧ - ١٩٠)
(٢) انظر: التوراة والإنجيل والقرآن والعلم، موريس بوكاي، ص (١١٩ - ١٢٠).
(٣) محاضرات في النصرانية (٩٥).
(٤) هل العهد الجديد كلمة الله؟ (١٦٤ - ١٦٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>