للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[١٠ - شبهة: العين حق.]

[نص الشبهة]

في حديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "الْعَيْنُ حَقٌّ" كيف يكون للعين قدرة على النفع والضرر، وهل ذلك مخالف لقدرة الله؟ .

والرد على ذلك من وجوه:

[الوجه الأول: إثبات أن العين حق من القرآن والسنة.]

الوجه الثاني: كيف يكون للعين تأثير؟ وأن هذا واقع في عالمنا.

الوجه الثالث: ماذا يفعل المعيون عند إصابته بالعين؟

الوجه الرابع: العين والحسد في الكتاب المقدس.

وإليك التفصيل

[الوجه الأول: إثبات أن العين حق من القرآن والسنة.]

أولًا: من القرآن: قال تعالى: {وَإِنْ يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ (٥١)} [القلم: ٥١].

قال الإمام الطبرى: يقول جل ثناؤه: وإن يكاد الذين كفروا يا محمد ينفذونك بأبصارهم من شدة عداوتهم لك، ويزيلونك فيرموا بك عند نظرهم إليك غيظًا عليك، وقد قيل: إنه عنى بذلك: وإن يكاد الذين كفروا مما عانوك (١) بأبصارهم ليرمون بك يا محمد ويصرعونك كما تقول العرب: كاد فلان يصرعني بشدة نظره إليَّ، قالوا: وإنما كانت قريش عاينوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليصيبوه بالعين فنظروا إليه ليعينوه، وقالوا: ما رأينا رجلًا مثله أو إنه لمجنون، فقال الله لنبيه عند ذلك: وإن يكاد الذين كفروا ليرمونك بأبصارهم {لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ}. (٢)


(١) عان الرجل يعينه عينًا أصابه بالعين؛ لسان العرب (عين).
(٢) تفسير الطبري ١٢/ ٢٠٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>