الاسترقاق في معاملة الأسرى لسياسة شرعية، وربما يأتي يوم تستبيح فيه النظم الاجتماعية في العالم استرقاق أسرى الحرب، فلا يعقل أن يقف الإسلام مكتوف اليدين تجاه هذا الحدث الجديد، والاستباحة العامية الطارئة، وإنما سيقابل ولا شك المعاملة بالمثل.
[وصفوة القول]
إن الإسلام جفف منابع الرق القديمة كلها، فيما عدا منبعًا واحدًا هو منبع استرقاق أسرى حرب شرعية إذا رأى إمام المسلمين مصلحة في ذلك. وللإمام أن يعدل عن الاسترقاق إلى المن أو الفداء، إذا اصطلح العالم على تحرير الرق في الحروب كما فعل الإمام العثماني محمد الفاتح، باعتبار أن الإسلام خوله في معاملة الأسرى أربعة أمور: المن، أو الفداء، أو القتل، أو الاسترقاق. فيختار واحدة على ضوء المصلحة التي يعود خيرها على الإسلام والمسلمين والإنسانية جمعاء. (١)
وقال أيضًا:
١ - جفف الإسلام جميع منابع الرق في دول العالم عدا منبعًا واحدًا، وهو رق أسرى الحرب.
جفف منبع الاسترقاق لشهوة الاستعباد في الحرب وامتصاص دماء الشعوب.
جفف منبع الاسترقاق بسبب الفقر أو عدم وفاء الدين.
جفف منبع الاسترقاق بسبب الوراثة من الميلاد في جنس محدد، وطبيعة معينة.
جفف منبع الاسترقاق بسبب العمل في الأرض والإقامة فيها.
جفف منبع الاسترقاق بسبب الإساءة إلى طبقة الأشراف والكبراء.
إلى غير ذلك من هذه المنابع التي جففها وكانت سائدة في العالم.
٢ - اشترط الإسلام أن تكون الحرب التي تؤدي إلى استرقاق الأسرى حربًا شرعية، وسبق أن ذكرنا مواصفات هذه الحروب الشرعية التي تكون مبررًا لاسترقاق الأسير.