للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"قد عجب الله من صنيعكما بضيفكما الليلة". (١)

وفي رواية البخاري "فأنزل الله -عز وجل-: {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (٩)} [الحشر: من الآية ٩].

[ما يفعل الضيف إذا تبعه غير من دعاه صاحب الطعام واستحباب إذن صاحب الطعام للتابع]

عن أبي مسعود الأنصاري قال: كان رجل من الأنصار يقال له أبو شعيب وكان له غلام لحام فرأى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فعرف في وجهه الجوع فقال لغلامه: ويحك اصنع لنا طعاما لخمسة نفر فإني أريد أن أدعو النبي -صلى الله عليه وسلم- خامس خمسة. قال: فصنع ثم أتى النبي -صلى الله عليه وسلم- فدعاه خامس خمسة، وأتبعهم رجل. فلما بلغ الباب قال النبي -صلى الله عليه وسلم- إن هذا اتبعنا فإن شئت أن تأذن له وإن شئت رجع "قال لا بل آذن له يا رسول الله". (٢)

[٢١ - حقوق الجوار]

معنى الجوار في اللغة: الجوار: المجاورة والجار الذي يجاورك، وجارك: الذي يجاورك. (٣)

١ - حق الجار في القرآن: قال الله -عز وجل-: {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا} [النساء: ٣٦]. قال علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس: والجار ذي القربى، يعني الذي بينك وبينه قرابة، والجار الجنب الذي ليس بينك وبينه قرابة، وقال أبو إسحاق عن نوف البكالي، في قوله والجار ذي القربى: يعني الجار المسلم، والجار الجنب يعني اليهودي والنصراني (٤).

أما الجار فقد أمر الله تعالى بحفظه والقيام بحقه والوصاة برعي ذمته في كتابه وعلى لسان نبيه. ألا تراه سبحانه أكد ذكره بعد الوالدين والأقربين فقال تعالى: "والجار ذي القربى" أي


(١) أخرجه البخاري (٣٧٩٨)، ومسلم (٢٠٥٤).
(٢) أخرجه البخاري (٢٤٥٦)، وأخرجه مسلم (٢٠٣٦).
(٣) لسان العرب لابن منظور (٤/ ١٥٣).
(٤) تفسير ابن كثير (٤/ ٣٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>