للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فعلًا أن نصفها مضيء ونصفها مظلم كما أخبرنا اللَّه سبحانه وتعالى (١).

[الوجه الثامن: القرآن يثبت أن تغير الليل والنهار دليل على كروية الأرض.]

قال تعالى: {إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (٥٤)} (الأعراف: ٥٤).

قال د/ زغلول النجار: لقد تحدث القرآن الكريم عن كروية الأرض في زمان ساد فيه الجهل والخرافة، ففي الآيات يذكر اللَّه سبحانه وتعالى أنه النهار يطلب الليل حثيثًا، ويطلبه حثيثًا تعني: يلاحقه سريعًا دون توقف، لنتصور هذا. . . النهار كائن من ضياء منبعث من الشمس يملأ الفضاء والجو في كل الجهات، والليل كائن آخر لا ضوء فيه إلا بصيص الشهب يلاحق النهار بسرعة والنهار يلاحقه، هذا يجري وذاك يطلبه دون توقف، لكن إلى أين؟ وكيف؟ هل يجريان في طريق مستقيمة طرفها اللانهاية؟

لو كان ذلك لما مرَّ على الأرض إلا نهار واحد لحقه ليل وينتهي الأمر، لكننا نراهما متعاقبين، فالنهار يطلع كل يوم من نفس الجهة التي طلع منها في اليوم السابق وتسير شمسه لتغيب في نفس الجهة التي غربت فيها بالأمس.

وهكذا العتمة من الشرق وتغور في الغرب، ثم يتكرر المشهد ويتكرر إلى ما شاء اللَّه. لنتصور الحركة في قوله تعالى: {يَطْلُبُهُ حَثِيثًا} من خلال هذا الواقع فنرى أن الطريق دائرية لا لبس فيها، لندرك هذا بسهولة يجب علينا أن نتفهم جيدًا الأسلوب التصويري في القرآن، حينئذ سيظهر لنا بوضوح من خلال الآية نجد صورة طريق دائرية حول الأرض يجري عليها الليل والنهار، ذاك يغشى هذا وهذا يغشى ذاك (٢).

الوجه التاسع: الرد على شبهة متعلقة بقوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ}،


(١) (الأدلة المادية على وجود اللَّه) لفضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي.
(٢) (انظر الموقع الخاص به).

<<  <  ج: ص:  >  >>