للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعزل خالد بن الوليد في معركة وولى أبا عبيدة (١).

وعزل المغيرة بن شعبة عن البصرة وولى أبا موسى الأشعري (٢).

وعليه فمساءلة عمر لبعض ولاته، وعزلهم أحيانًا، كانت سياسة له كما أسلفنا، وليست بالضرورة إدانة لمن يعزلهم، لعله أراد أن يسن بها سنة لمن بعده من الخلفاء والأمراء (٣).

ثانيًا: بالنسبة لضربه بالدرة فجوابه من وجوه.

[الوجه الأول: هذه حكاية مفتراة على عمر - رضي الله عنه -.]

قال د/ مصطفى السباعي: وأما زعمه أن عمر ضربه بالدرة، فنحن نتحداه أن يثبت هذا الخبر من كتاب علمي محترم إلا أن يكون من تلك الكتب الأدبية التي تروي التالف والساقط من الأخبار، أو تلك الكتب الشيعية التي عرفت ببغض أبي هريرة والافتراء عليه، وليس لهذه الكتب قيمة علمية عند من يشم رائحة العلم. وقال: إنا نتحداه ونتحدى كل من يتجرأ على أبي هريرة أن يثبت لنا نصًا تاريخيًا موثوقًا بصحة هذا الخبر حتمًا ستنقطع أعناق هؤلاء الحاقدين دون العثور على نص من هذا القبيل ويأبى الله لهم ذلك، أما إن كانت النصوص من كتاب كعيون الأخبار، وبدائع الزهور، والعقد الفريد، ورواة كابن أبي الحديد والإسكافي، ومتهمين كالنظام وأمثاله ... فهيهات أن يكون ميدان هذه الكتب وهؤلاء الرواة وهؤلاء الطاعنين هو ميدان العلم والعلماء! ! (٤).

ومثل هذه الحكايات الطائشة توجد بكثرة عند الرافضة والناصبية وغيرهم، بما فيه انتقاص لأبي بكر وعمر وعلي وعائشة وغيرهم - رضي الله عنهم -، وإنما يتشبت بها من لا يعقل، وقد ذكر ابن أبي الحديد أشياء عن الإسكافي من الطعن في أبي هريرة وغيره من الصحابة، وذكر من ذلك شيئًا من مزاح أبي هريرة، فقال ابن أبي الحديد: قلت لأنه غير متهم عليه، وفي هذا إشارة إلى أن الإسكافي متهم، ونحن كما لا نتهم ابن قتيبة قد لا نتهم الإسكافي باختلاق


(١) تاريخ الطبري ٢/ ٤٩٠، المنتظم لابن الجوزي ٤/ ٢٣٠.
(٢) تاريخ الطبري ٢/ ٤٩٢، المنتظم لابن الجوزي ٤/ ٢٣٠.
(٣) أبو هريرة راوية الإسلام (٢٢٦)، أبو هريرة للضاري (٨٦ - ٨٩).
(٤) السنة ومكانتها في التشريع الإسلامي (٣٤٦: ٣٤٤)، وانظر: أبو هريرة راوية الإسلام (٢٧٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>