للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وبذلك يتم العقد. ويشترط أن يتم الزواج في الكنيسة أما الزواج الذي يتم خارج الكنيسة فلا تعترف به، وتعده علاقة آثمة بين الرجل والمرأة.

ومن المفارقات العجيبة أن الأصل في المسيحية أن يترهب الناس ويعفوا أنفسهم عن الزواج، رجالا ونساء، ويستندون في ذلك إلى تأويل فاسد لعدم زواج السيد المسيح -عليه السَّلام- ولكنهم وجدوا أن هذا غير ممكن، فأجازوا الزواج، أي أن الأصل الترهب والإعفاف والزواج استثناء، إنه ضغط على النفس البشرية، وتجاهل لناموس الحياة من استمرارية الوجود البشري، وإعمار الكون.

أما عن تعدد الزواج، فقد كان معمولا به في العصور الأولى للمسيحية، أخذا من شريعة اليهود، وتمشيًا مع قول السيد المسيح -عليه السلام- "لَا تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأنقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لأُكَمِّلَ." (متى ٥/ ١٧).

فوجدت الكنيسة نفسها أمام نص صريح للسيد المسيح، ووضع جديد أن تفرضه على الناس فرضا، وللتوفيق ومحاولة منه للخروج من هذا المأزق جعلت الزواج من واحدة فقط مباحا، وأيضًا للخروج من ارتكاب جريمة الزنا، ولكن لا يجوز الطلاق بأي حال إلا لعلة الزنا.

ويلاحظ أن هذا خروج على تعاليم المسيح -عليه السَّلام- إذ أن اليهودية تجيز الطلاق لأسباب كثيرة غير علة الزنا، فإذا تم الطلاق في المسيحية لعلة الزنا فإنه لا يجوز للزاني رجلا كان أو امرأة أن يتزوج مرة أخرى، أما إذا كلن الفراق لموت أحد الزوجين، فإن الحي يجوز له أن يتزوج، كذلك يجوز الطلاق إذا كان أحد الزوجين غير مسيحي -اختلاف الملتين- ولكن بشرط أن تتعذر الألفة بينهما. (١)

سادسًا: سر الميرون (أو المسحة المقدسة).

تعريفه: يقول النصارى: إننا بسر المعمودية نولد ولادة ثانية من فوق، ومن ولد ولادة


(١) ماذا تعرف عن المسيحية، كامل سعفان (١٣٨ - ١٣٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>