للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يؤخذ عن كل واحد منهم إلا رواية وهذا لا قائل به (١).

الوجه الخامس:

أن الأحرف التي نزل بها القرآن أعم من تلك القراءات المنسوبة إلى الأئمة السبعة القراء عموما مطلقا، وأن هذه القراءات أخص من تلك الأحرف السبعة النازلة خصوصًا مطلقًا.

ذلك؛ لأن الوجوه التي أنزل الله عليها كتابه تنتظم كل وجه قرأ به النبي - صلى الله عليه وسلم - وأقرأه أصحابه، وذلك ينتظم القراءات السبع المنسوبة إلى هؤلاء الأئمة السبعة القراء، كما ينتظم ما فوقها إلى العشرة وما بعد العشرة، وما كان قرآنا ثم نسخ ولم يصل إلى هؤلاء القراء جميعا، ولهذا نصوا في المذهب المختار على أنه يشمل كل وجوه القراءات صحيحها وشاذها ومنكَرِها كما سبق (٢).

[الشبهة الخامسة: نزول القرآن على سبعة أحرف ينافي ما هو مقرر من أن القرآن نزل بلغة قريش وحدها.]

نص الشبهة:

يقولون: إن نزول القرآن على سبعة أحرف ينافي ما هو مقرر من أن القرآن نزل بلغة قريش وحدها.

والرد على ذلك من وجوه:

[الوجه الأول: بيان قدر لغة قريش.]

كانت لغة قريش أرجح اللغات فاقتصر عليها (٣)، وأيضا رفعا للحرج والمشقة في ابتداء الأمر؛ فرأى أن الحاجة إلى ذلك انتهت فاقتصر على لغة واحدة. (٤)


(١) النشر في القراءات العشر ١/ ٦٢.
(٢) مناهل العرفان في علوم القرآن ١/ ١٨٥.
(٣) المدخل لدراسة القرآن الكريم (١٦٤).
(٤) فتح الباري ٩/ ٢١.

<<  <  ج: ص:  >  >>