للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لمخططه الخلاص ينكشف في يسوع المسيح (رومية ٨/ ٧: ٣) الذي يسمَّى الحق (رومية ٣/ ١٤: ٧)، فالسند المتين للمسيحي هو يسوع المسيح هو الإنجيل الذي هو كلمة الحق النهائية، فعلى الإنسان أن يخضع لهذا الحق، القاعدة الوحيدة لحياته ومن ابتعد عن هذا الوحي النهائي أصاب الحق في الصميم، فالله هو الحق وحده تجاه الأصنام الضعيفة الواهية.

فالحق عند يوحنا هو واقع الخلاص، أو الواقع الذي أوحى به الله والذين يشهدون بالحق يؤكدون أن يسوع قال الحق، والأب يتكلم ويعمل حقًّا في يسوع، وبما أن يسوع هو وحي الأب الحقيقي فهو النور الحق، ويسوع هو الطريق الذي يقود إلى الأب لأنه الحق، ولأنه يمنح عطية معرفة حياة الله في تجلِّيها السامي (١).

الشبهة الثالثة: أنَّ التوبة ناقصة ولا تصلح لتكفير الذَّنْب.

[نص الشبهة]

يقولون إنها لا توجد توبة كاملة للتكفير عن الذَّنْب، وذلك لسببين:

أ- أن الذَّنْب قد يتكرر بالقول والعمل، فلا يكون للتوبة معنى.

ب - أن التوبة لو كانت خالصة فإنها لا تستطيع غفران الخطية إلا بتوفية عدالة الله بالاعتقاد أن المسيح الإله كما يزعمون قام فتجسد وصار إنسانًا، ثم صُلب على الصليب لغفران خطايا البشر.

والرد على ذلك من وجوه:

الوجه الأول: بيان معنى التوبة وحقيقتها، والشروط اللازمة لقبولها.

معنى التوبة: هي الرجوع مما يكرهه الله ظاهرًا وباطنًا إلى ما يحبه ظاهرًا وباطنًا.

التوبة النصوح: أنَّ يستغفر باللسان ويندم بالقلب ويمسك بالبدن.

النصح في التوبة: الصدق فيها، والإخلاص، وتعميم الذنوب بها وتمحو جميع الذنوب. (٢)

[شروط التوبة]

التوبة واجبةٌ من كل ذنبٍ، فإن كانت المعصية بين العبد وبين الله تعالى لا تتعلق بحق


(١) المحيط الجامع في الكتاب المقدس (٤٦٨).
(٢) رسالة في التوبة لابن تيمية.

<<  <  ج: ص:  >  >>