للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ففي الحضارات القديمة كان الرق عماد نظام الإنتاج والاستغلال، وفى بعض تلك الحضارات كالفرعونية المصرية والكسروية الفارسية كان النظام الطبقي المغلق يحول دون تحرير الأرقاء، مهما توفرت لأي منهم الرغبة أو الإمكانات.

فالفراعنة استعبدوا بني إسرائيل أبشع استعباد، حتى قتلوا أبناءهم، واستحيوا نساءهم. وفى بعض تلك الحضارات كالحضارة الرومانية كان السادة هم الأقلية الرومانية، وكانت الأغلبية في الإمبراطورية برابرة أرقاء، أو في حكم الأرقاء. . وللأرقاء في تلك الحضارات ثورات من أشهرها ثورة "اسبارتاكوس" (٧٣٧١ ق م).

[٧ - نظام عقائدي]

يعتقد الهنود أن الرقيق (المنبوذين) خلقوا من قدم الإله، ومن ثم فهم بخلقتهم حقراء مهينون، ولا يمكن أن يرتفعوا عن هذا الوضع المقسوم لهم إلا بتحمل الهوان والعذاب، عسى أن تنسخ أرواحهم بعد الموت في مخلوقات أفضل! وبذلك تضاف إلى لعنة الوضع السيِّئ الذي يعيشون فيه لعنة أخرى روحية تقضي عليهم أن يرضوا بالذل ولا يقاوموه.

٨ - سلطان الوالد على أولاده: كان ذلك يبيح للوالد أن يبيع هؤلاء الأولاد، فينتقلون من الحرية إلى العبودية. كما يحدث في أفريقيا الآن.

٩ - وبعضهم يعدون الفلاحين أرِقاء.

[١٠ - استغلال أهل الأماكن التي تم اكتشافها]

فالأوربيون -بعد أن اكتشفوا أمريكا- عاملوا الأمريكيين الأصليين أسوأ معاملة.

١١ - سلطان الإنسان على نفسه: كان يبيح له بيع حريته، فيتحول إلى رقيق.

١٢ - وكذلك النسل المولود من كل هؤلاء الأرقاء يصبح رقيقًا، حتى ولو كان أبوه حرًا. (١)

الوجه الخامس: إن الإسلام جعل الرق مقصورًا على الحرب المشروعة فقط: فبذلك ضيَّق مورد الرِّق، وعمل على سَدِّ منابع الرق المختلفة


(١) حقائق الإسلام وشبهات المشككين (٦١٥ - ٦١٧) بتصرف.

<<  <  ج: ص:  >  >>