للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ودفع أخباره التي تخالف مذهبه، ويحتج بأخباره على مخالفته إذا كانت أخباره موافقة لمذهبه. (١)

قال الشيخ أحمد شاكر: وقد لهج أعداء السنة، في عصرنا، وشغفوا بالطعن في أبي هريرة - رضي الله عنه -، وتشكيك الناس في صدقه وفى روايته، وما إلى ذلك أرادوا، وإنما أرادوا أن يصلوا زعموا- إلى تشكيك الناس في الإسلام، تبعًا لسادتهم المبشرين، وإن تظاهروا بالقصد إلى الاقتصار على الأخذ بالقرآن، أو الأخذ بما صح من الحديث في رأيهم، وما صح من الحديث في رأيهم إلا ما وافق أهواءهم، وما يتبعون من شعائر أوروبا وشرائعها، ولن يتورع أحدهم عن تأويل القرآن، إلى ما يخرج الكلام عن معنى اللفظ في اللغة التي نزل بها، ليوافق تأويلهم هواهم! . وما كانوا بأول من حارب الإسلام من هذا الباب، ولهم في ذلك سلف من أهل الأهواء قديمًا، والإسلام يسير في طريقه قدمًا، وهم يصيحون ما شاءوا، لا يكاد الإسلام يسمعهم، بل هو إما يتخطاهم لا يشعر بهم، وإما يدمرهم تدميرًا. ومن عجب أن تجد ما يقول هؤلاء المعاصرون، يكاد يرجع في أصوله ومعناه إلى ما قال أولئك الأقدمون! بفرق واحد فقط: أن أولئك الأقدمين، زائغين كانوا أم ملحدين، كانوا علماء مطلعين أكثرهم ممن أضله الله على علم! ! أما هؤلاء المعاصرون، فليس إلا الجهل والجرأة، وامتضاغ ألفاظ لا يحسنوها، يقلدون في الكفر، ثم يتعالون على كل من حاول وضعهم على الطريق القويم! ! . (٢)

[الوجه الرابع: الرد على الشبهات التي أثيرت حول أبي هريرة - رضي الله عنه -]

[الشبهة الأولى: الاختلاف في اسمه]

قالوا: اختلف العلماء في اسمه اختلافًا كثيرًا مما يدل على جهالته.

والجواب عليه من هذه الوجوه:

[الوجه الأول: الهدف من الاسم هو المعرفة، وقد عرف بكنيته.]

متى كان الاختلاف في اسم الناس يشينهم أو يسقط عدالتهم، ويكفي أن يعرف بكنيته، كما عرفنا أبا بكر، وأبا عبيدة، وأبا دجانة الأنصاري، وأبا الدرداء - رضي الله عنه -؛ الذين


(١) المستدرك للحاكم ٣/ ٥١٣.
(٢) الطعن في عدالة الصحابة لعماد الشربيني ٥/ ٣٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>