للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال بهذا القول: وهب بن منبه (١)

والثاني: أنها التي خرج منها الألوف حذر الموت. (٢)

وكما هو واضح لا دليل على تعيين اسم القرية، ووقع الخلاف بين المفسرين في التعيين (وهو اختلاف لا طائل تحته؛ إذ لم يثبت فيه شيء عن معصوم؛ والمقصود العبرة بما في هذه القصة - لا تعيين الرجل، ولا القرية - ومثل هذا الذي يأتي مبهمًا، ولم يعين عن معصوم، طريقنا فيه أن نبهمه كما أبهمه الله - عز وجل -). (٣)

[الوجه الرابع: ليس كل ما ذكر في القرآن موجود أصله في التوراة والإنجيل]

عجيب حقًّا أمر هؤلاء، يدَّعون أنه ينبغي أن نرجع إلى كتبهم لكي نفهم ما في القرآن الكريم ومتى حصل ذلك؟ وفي أي قضية كان هذا؟ .

إن الله - عز وجل - أنزل القرآن مهيمنا على الكتب السابقة له، قال تعالى: {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ} [المائدة: ٤٨] فالقرآن لا يحتاج إلى شيء من كتبكم لكي تفهم معانيه وألفاظه. (٤)

[الوجه الخامس: من أين أتيتم بهذه القصة من كتب اليونان؟]

ومن أين أتيتم بكتب اليونان واستخرجتم منها هذه القصة، أين مكانها؟ وما هو المصدر الذي نقلتم عنه بالضبط؟ أليس هذا من أصول البحث العلمي، عزو الأقوال إلى مصادرها؟ أم تكتفون فقط بإلقاء الكلام على عواهنه دون خطام أو زمام؟ نبئونا بعلم إن كنتم صادقين؟ (٥).

* * *


(١) أخرجه الطبري (٥/ ٤٣٢) وإسناده جيد، وروي عن قتادة (المصدر السابق، وإسناده حسن) وروي عن الربيع بن أنس (المصدر السابق، وإسناده فيه مجهول)، وانظر: التحرير والتنوير (٢/ ٥٠٨)، تفسير أبي السعود (١/ ٣٠١)، عمدة القاري (١٨/ ١٢٧).
(٢) قال بهذا القول ابن زيد، أخرجه الطبري (٥/ ٤٤٤) وإسناده ضعيف. زاد المسير (١/ ٢٦٥).
(٣) كتب ورسائل للعثيمين (١٠/ ٢٢٦).
(٤) انظر: شبه: أن القرآن مقتبس من التوراة والإنجيل.
(٥) انظر: بحث (تحريف الكتاب المقدس).

<<  <  ج: ص:  >  >>