[الوجه الرابع: المسيح - عليه السلام - والمهتدون في الكتاب المقدس.]
يقولون: المسيح ملعون، والناموس لعنة، وكل من لا يعمل بجميع الناموس فهو ملعون، لذلك فالجميع ملعونون:(الْمَسِيحُ افْتَدَانَا مِنْ لَعْنَةِ النَّامُوسِ؛ إِذْ صَارَ لَعْنَةً لأَجْلِنَا، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: (مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ عُلِّقَ عَلَى خَشَبَةٍ)) (رسالة بولس إلى أهل غلاطية ٣/ ١٣).
ونجد أيضًا أن الكتاب المقدس به سب صريح لمن يريد أن يدعوهم للهداية:(أَيُّهَا الْغَلَاطِيُّونَ الأَغْبِيَاءُ. . .)(رسالة بولس إلى أهل غلاطية ٣/ ١)
ونجد أيضًا أن المسيح يضع نفسه مع الله كهيكلٍ واحد للمدينة:(وَلَمْ أَرَ فِيهَا هَيْكَلًا، لأَنَّ الرَّبّ الله الْقَادِرَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ، هُوَ وَالْخَرُوفُ هَيْكَلُهَا)(رؤيا يوحنا اللاهوتي ١/ ٢٢).
ثم من العجب إنكارهم وضع النبي محمد - صلى الله عليه وسلم - بجوار رب العالمين في الآية، وهم في المقابل يقولون بأن عيسى هو الله، وقد حلّ الإله فيه، والتحم الناسوت باللاهوت، وصدق الله إذ يقول: {وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَاعِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ (١١٦)} [المائدة: ١١٦]