وعندما قدم (كورنيلوس تيبوس)، المؤرخ الروماني، لزيارة اليونان في القرن الأول قبل الميلاد، أدهشته حياة العزلة والانفصال التي تعيشها المرأة اليونانية، وهو الذي تعود في بلده على اختلاط الجنسين، فكتب يقول: (كثير من الأشياء التي نظمها الرومان بلباقة، يرى فيها اليونانيون منافاة لحسن الآداب. فأي روماني يستشعر العار من اصطحابه زوجته إلى مأدبة؟ والرومانيات يشغلن عادة الحجرات الأولى من المنزل، والأكثر تعرضًا للرؤية، حيث يستقبلن كثيرًا معارفهن. وأما عند اليونايين فالأمر على النقيض. فنساؤهم لا يشتركن في مأدبة إلا إذا كانت لدى أقاربهن، وهن يشغلن دائمًا الجزء الأكثر انزوًاء من المنزل، والذي دخوله محرم على كل رجل غير قريب). =