للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لِيُؤْمِنَ الْعَالمُ أنكَ أَرْسَلْتَنِي. ٢٢ وَأَنَا قَدْ أَعْطَيْتُهُمُ المُجْدَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي، لِيَكُوُنوا وَاحِدًا كَمَا أنَّنَا نَحْنُ وَاحِدٌ. ٢٣ أَنَا فِيهِمْ وَأَنْتَ فِيَّ لِيَكُونُوا مُكَمَّلِينَ إِلَى وَاحِدٍ، وَليَعْلَمَ الْعَالمُ أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي، وَأَحْبَبْتَهُمْ كَمَا أَحْبَبْتَنِي. ٢٤ أَيُّهَا الآبُ أُرِيدُ أَنَّ هؤُلَاءِ الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي يَكُونُونَ مَعِي حَيْثُ أَكُونُ أَنَا، لِيَنْظُرُوا مَجْدِي الَّذِي أَعْطَيْتَنِي، لأَنَّكَ أَحْبَبْتَنِي قَبْلَ إِنْشَاءِ الْعَالمِ. ٢٥ أَيُّهَا الآبُ الْبَارُّ، إِنَّ الْعَالمَ لَمْ يَعْرِفْكَ، أَمَّا أَنَا فَعَرَفْتُكَ، وَهؤُلَاءِ عَرَفُوا أَنَّكَ أَنْتَ أَرْسَلْتَنِي. ٢٦ وَعَرَّفْتُهُمُ اسْمَكَ وَسَأُعَرِّفُهُمْ، لِيَكُونَ فِيهِمُ الْحُبُّ الَّذِي أَحْبَبْتَنِي بِهِ، وَأَكُونَ أَنَا فِيهِمْ".

قلت: وكل هذا لا يصح على القول بإلاهية عيسى عليه السلام لأن الإله لا يطلب شيئًا من غيره ولا يحتاج للدعاء والسؤال، بل يفعل ما يشاء بنفسه ولقدرته الذاتية.

القسم الحادي عشر: المسيح عليه السلام يصرِّح بأنه إنسان وابن إنسان، وكذلك حواريّوه الخُلْص كانوا يؤمنون بأن المسيح إنسان نبيّ ورجل مؤيدٌ من الله:

(١) في إنجيل يوحنا (٨/ ٤٠) يقول سيدنا المسيح عليه السلام لليهود: "وَلكِنَّكمُ الآنَ تَطْلُبُونَ أَنْ تَقْتُلُونِي، وَأَنَا إِنْسَانٌ قَدْ كَلَّمَكُمْ بِالْحَقِّ الَّذِي سَمِعَهُ مِنَ الله". فما أبعد النجعة بين ما عرَّف به المسيح عليه السلام نفسه هنا من أنه: إنسان يتكلم بالحق الذي يسمعه من الله، وبين تعريف المسيح في دستور الإيمان النصراني الذي تقرر عقب مجمع نيقية، والذي أوردناه في بداية الكتاب! فأي القولين نختار: أقول المسيح المختار عليه السلام، أم قول غلاة الأحبار؟ !

(٢) أما النصوص التي يؤكد فيها المسيح أنه ابن الإنسان فهي كثيرة جدا وهذا اللقب أي: "ابن الإنسان" كان اللقب المحبب لعيسى عليه السلام قد تكرر في الأناجيل والرسائل الملحقة بها ٨٥ مرة. ونكتفي هنا بذكر بعضها:

أ- "وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَصِيرَ فِيكُمْ أَوَّلًا، يَكُونُ لِلْجَمِيعِ عَبْدًا. لأَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ أيضًا لَمْ يَأْتِ لِيُخْدَمَ بَلْ لِيَخْدِمَ وَليَبْذِلَ نَفْسَهُ فِدْيَةً عَنْ كَثِيرِينَ" (مرقس: ١٠/ ٤٤ - ٤٥).

ب- "وَكَمَا رَفَعَ مُوسَى الحيَّةَ فِي الْبَرِّيَّةِ هكَذَا يَنْبَغِي أَنْ يُرْفَعَ ابْنُ الإِنْسَانِ، لِكَيْ لَا يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ بَلْ تَكُونُ لَهُ الحيَاةُ الأَبَدِيَّةُ" (يوحنا: ٣/ ١٤ - ١٥).

(٣) وقد مرت معنا قريبًا عبارة الحواريَّيْن الاثنين اللذين كانا يتكلمان مع المسيح بعد

<<  <  ج: ص:  >  >>