للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[٩ - شبهة: ما ينزل من السماء.]

[نص الشبهة]

قالوا: بأن الله له منيٌّ كمنيِّ الرجال وذلك بسبب الفهم الخاطئ للماء الذي ينزل من السماء فينبت به الناس. واحتجوا على ذلك من خلال ما روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "ما بين النفختين أربعون سنه ثم ينزل الله ماء من السماء كمنيِّ الرجال فينبتون كما ينبت البقل".

والجواب عن ذلك من وجوه.

[الوجه الأول: نص الحديث الصحيح.]

الوجه الثاني: لفظة كمنيِّ الرجال لا تصح.

الوجه الثالث: على افتراض صحة الحديث.

وإليك التفصيل

[الوجه الأول: نص الحديث الصحيح.]

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَال: قَال رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَا بَيْنَ النَّفْخَتَيْنِ أَرْبَعُونَ. قَال أَرْبَعُونَ يَوْمًا؟ قَال: أَبَيْتُ. قَال أَرْبَعُونَ شَهْرًا؟ قَال: أَبَيْتُ. قَال أَرْبَعُونَ سَنَة؟ قَال: أَبَيْتُ. قَال: ثُمَّ يُنْزِلُ الله مِنْ السَّمَاءِ مَاءً فَيَنْبُتُونَ كَمَا يَنْبُتُ الْبَقْلُ لَيْسَ مِنْ الْإِنْسَانِ شَيْءٌ إِلَّا يَبْلَى إِلَّا عَظْمًا وَاحِدًا وَهُوَ عَجْبُ الذَّنَبِ وَمنْهُ يُرَكَّبُ الْخَلْقُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ" (١).

وليس في الحديث: كمنيِّ الرجال.

[الوجه الثاني: لفظة كمنى الرجال لا تصح.]

الحديث الذي ذُكر فيه أنه كمنيِّ الرجال من حديث ابن مسعود ولا يصح.

قال أبو الزعراء ذكر الدجال عند ابن مسعود فقال: " ..... فيرسل الله ماء من تحت العرش كمنيِّ الرجال، فتنبت لحمانهم وجثمانهم من ذلك الماء، كما ينبت الأرض من الثرى، ثم قرأ عبد الله: {وَاللَّهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَسُقْنَاهُ إِلَى بَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَحْيَيْنَا بِهِ الْأَرْضَ


(١) البخاري (٤٨١٤)، ومسلم (٢٩٥٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>