قالوا: بأن الله له منيٌّ كمنيِّ الرجال وذلك بسبب الفهم الخاطئ للماء الذي ينزل من السماء فينبت به الناس. واحتجوا على ذلك من خلال ما روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال:"ما بين النفختين أربعون سنه ثم ينزل الله ماء من السماء كمنيِّ الرجال فينبتون كما ينبت البقل".
والجواب عن ذلك من وجوه.
[الوجه الأول: نص الحديث الصحيح.]
الوجه الثاني: لفظة كمنيِّ الرجال لا تصح.
الوجه الثالث: على افتراض صحة الحديث.
وإليك التفصيل
[الوجه الأول: نص الحديث الصحيح.]
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَال: قَال رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَا بَيْنَ النَّفْخَتَيْنِ أَرْبَعُونَ. قَال أَرْبَعُونَ يَوْمًا؟ قَال: أَبَيْتُ. قَال أَرْبَعُونَ شَهْرًا؟ قَال: أَبَيْتُ. قَال أَرْبَعُونَ سَنَة؟ قَال: أَبَيْتُ. قَال: ثُمَّ يُنْزِلُ الله مِنْ السَّمَاءِ مَاءً فَيَنْبُتُونَ كَمَا يَنْبُتُ الْبَقْلُ لَيْسَ مِنْ الْإِنْسَانِ شَيْءٌ إِلَّا يَبْلَى إِلَّا عَظْمًا وَاحِدًا وَهُوَ عَجْبُ الذَّنَبِ وَمنْهُ يُرَكَّبُ الْخَلْقُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ"(١).
وليس في الحديث: كمنيِّ الرجال.
[الوجه الثاني: لفظة كمنى الرجال لا تصح.]
الحديث الذي ذُكر فيه أنه كمنيِّ الرجال من حديث ابن مسعود ولا يصح.
قال أبو الزعراء ذكر الدجال عند ابن مسعود فقال: " ..... فيرسل الله ماء من تحت العرش كمنيِّ الرجال، فتنبت لحمانهم وجثمانهم من ذلك الماء، كما ينبت الأرض من الثرى، ثم قرأ عبد الله: {وَاللَّهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَسُقْنَاهُ إِلَى بَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَحْيَيْنَا بِهِ الْأَرْضَ