للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال ابن حجر: وماتت سنة خمس وخمسين على الصحيح. (١)

قلت: الراجح أنها ماتت في آخر خلافة عمر -رضي الله عنه-؛ كما رواه البخاري في التاريخ عن سعيد بن أبي هلال لصحة الإسناد، أما الرواية التي ذكر أنها ماتت سنة أربع وخمسين في خلافة معاوية فانفرد بها الواقدي؛ وهو متروك الرواية واتهمه أحمد بالكذب. وعليه فالقول الآخر هو الراجح، وبهذا يزول التناقض الذي ظنه الطاعنون من ناحية التاريخ.

[الوجه الثاني: بعض الصور المشرقة في حسن العلاقة بين زوجات النبي -صلى الله عليه وسلم- بصفة عامة، وبين عائشة وسودة بصفة خاصة؛ حيث اشتبه على البعض أن العلاقة بينهن كانت سيئة لكونهن ضرائر، والله المستعان.]

١ - عن عائشة قالت: اجتمعن نساء النبي -صلى الله عليه وسلم- فلم تغادر منهن امرأة، فجاءت فاطمة كأن مشيتها مشية رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال: "مرحبا بابنتي"، ثم أجلسها عن شماله، ثم إنه أسرَّ إليها حديثًا فبكت فاطمة، ثم إنه سارَّها فضحكت أيضًا. فقلت لها ما يبكيك؟ قالت: ما كنت لأفشي سرَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقلت: ما رأيت كاليوم فرحًا أقرب من حزن، فقلت لها حين بكت: أخصك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بحديث دوننا ثم تبكين؟ وسألتها عما قال، فقالت: ما كنت لأفشي سرَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، حتى إذا قبض سألتها عما قال، فقالت: إنه كان يحدثني أن جبرائيل كان يعارضه بالقرآن في كل عام مرة، وأنه عارضه به العام مرتين، "ولا أراني إلا قد حضر أجلي، وأنك أول أهلي لحوقًا بي، ونعم السلف أنا لك" فبكيت، ثم إنه سارني فقال: "ألا ترضين أن تكوني سيدة نساء المؤمنين أو نساء هذه الأمة؟ " فضحكت لذلك. (٢)

٢ - وعن موقف عائشة من نساء النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ فهي أنهن في الجملة فضليات يقتدي بفعلهن؛ فعن عائشة قالت: كن نساء النبي -صلى الله عليه وسلم- يصلين مع النبي -صلى الله عليه وسلم- الفجر ثم يرجعن متلفعات بمروطهن قبل أن يعرفن. (٣)


(١) التقريب (٢/ ٦٤٥).
(٢) النسائي (١٦٢١)، وقال الألباني صحيح.
(٣) الدارمي (١٢١٦) وإسناده صحيح.

<<  <  ج: ص:  >  >>