للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١ - عن ابن عباس عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "من وجدتموه على بهيمة فاقتلوه واقتلوا البهيمة"، فقيل لابن عباس: ما شأن البهيمة؟ قال ما سمعت من رسول اللَّه في ذلك شيئًا، ولكن أرى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- كره أن يؤكل من لحمها أو ينتفع بها وقد عمل بها ذلك العمل (١).

الرواية الثانية: عن ابن عباس قال: من أتى بهيمة فلا حد عليه. (٢) - فتبين أن الاستدلال الأول أقوى من حيث الصحة وعليه فمن وقع على بهيمة يقتل، أما عن البهيمة التي فعل بها هذا الفعل فاختلف أهل العلم في قتلها من عدم القتل.


(١) صحيح. أخرجه الترمذي (١٤٥٥) من طريق عمرو بن أبي عمرو عن عكرمة، عن ابن عباس مرفوعًا، ومن نفس الطريق أيضًا أخرجه أبو داود (٤٤٦٤)، وأحمد (١/ ٢٦٩)، والنسائي في الكبرى (٧٣٤٠)، والبيهقي (٨/ ٢٣٣)، والحاكم (٤/ ٣٥٥)، والدارقطني (١٤٣)، وأبو يعلي في المسند (٢٤٦٢، ٢٧٤٣).
- ومن طريق داود بن الحصين عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعًا أخرجه أحمد (١/ ٣٠٠)، وابن ماجة (٢٥٦٤)، والطبراني في المعجم الكبير (١١/ ٢٢٦)، والدارقطني (١٤٢)، والبيهقي (١٦٨١٤)، وعبد الرزاق (١٣٤٩٢).
ومن طريق عباد بن منصور عن عكرمة عن ابن عباس أخرجه أحمد موقوفًا (١/ ٣٠٠)، والبيهقي (٨/ ٢٣٣)، وأبو نعيم في الحلية (٣/ ٣٤٣).
قلت: ومدار هذا الحديث على الطريق الأول (طريق عمرو بن أبي عمرو)، قال الترمذي: هذا حديث لا نعرفه إلا من حديث عمرو بن أبي عمرو عن عكرمة،
وقال أبو داود: ليس هذا بالقوي، وصححه الحاكم في المستدرك وقال: هذا صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وأخرجه الطحاوي في مشكل الآثار (٣٤١٨)، وقال: فتأملنا هذين فوجدنا حديث يوسف يرجع إلى عمرو بن أبي عمرو -وهو رجل قد تكلم في روايته بغير إسقاط لها-، وقال البيهقي في السنن (٨/ ٢٣٣): وقد روينا من غير وجه عن عكرمة، ولا أرى عمرو بن أبي عمرو يقصر عن عاصم بن بهدله في الحفظ، كيف وقد تابعه على روايته جماعة! ، وعكرمة عند أكثر الأئمة من الثقات الأثبات، وصححه الألباني في الإرواء (٢٣٤٨) ثم قال بعد ما ذكر كلامًا طويلًا يصحح فيه طرق الحديث: فتبين أنه -أي عمرو بن أبي عمرو- أقوى من عاصم؛ فحديثه أرجح عند التعارض.
(٢) أخرجه الترمذي (١٣٧٥)، وقال: وهو أصح من الحديث الأول والعمل على هذا عد أهل العلم؛ وهو قول أحمد وإسحاق، وأخرجه أبو داود (٤٤٦٥) موقوفًا وقال: حديث عاصم يضعف عمرو، والحاكم (٤/ ٣٥٦)، والنسائي (٧٣٤١) وقال: هذا غير صحيح، وعاصم بن عمرو ضعيف، والبيهقي في السنن =

<<  <  ج: ص:  >  >>