للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شخص مجهول، وبالأحرى أن ينسب إلى أحد تلاميذ المسيح"، وأيضًا "يذكر بابياس" في القرن الثاني الميلادي أن متى قد جمع أقوال المسيح".

وأخيرًا "من المسلم به أن الجابي عادةً يحتفظ بالسجلات، لأن هذا من أهم واجباته لتقديم الحسابات، وكذلك فإن هذا الإنجيلي قد احتفظ بأقوال المسيح بكل دقة". (١)

[ملاحظات على إنجيل متى]

ومن خلال تأمل ما سبق رأى المحققون أنه ليس ثمة دليل حقيقي عند النصارى على صحة نسبة الإنجيل إلى متى، إذ ليس بالضرورة أن يكتب الجابي معلوماته الدينية كما يكتب متعلقات عمله، كما أن كتابة متى لأقوال المسيح لا تفيد صحة نسبة الإنجيل المنسوب إليه اليوم.

بل إن الأدلة قامت على أن الكاتب لهذا الإنجيل ليس من تلاميذ المسيح. إذ في الإنجيل أمور كثيرة تدل على أن كاتبه ليس متى الحواري، ومن هذه الأدلة:

١ - أن متى اعتمد في إنجيله على إنجيل مرقس، فقد نقل من مرقس ٦٠٠ فقرة من فقرات مرقس الستمائة والاثني عشر، كما اعتمد على وثيقة أخرى يسميها المحققون.

يقول ج ب فيلبس أستاذ علم اللاهوت في الكنيسة الإنجليزية في مقدمته لإنجيل متى: "إن القديس متى كان يقتبس من إنجيل القديس مرقس، وكان ينقحه محاولًا الوصول إلى تصور أحسن وأفضل لله".

ويضيف القس فهيم عزيز في "المدخل إلى الإنجيل" أن اعتماد متى على مرقس حقيقة معروفة لدى جميع الدارسين. بل يقول: "يكفي هنا أن نقول: إن متى احتوى على الغالبية العظمى من المادة التي يتكون منها إنجيل مرقس" فإذا كان متى التلميذ هو كاتب الإنجيل فكيف ينقل عن مرقس الذي كان عمره عشر سنوات أيام دعوة المسيح؟ كيف لأحد التلاميذ الاثني عشر أن ينقل عنه؟ هل ينقل الشاهد المعاين للأحداث عن الغائب


(١) قاموس الكتاب المقدس (٨٣٢)، والكتب المقدسة بين الصحة والتحريف (١٢٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>