[٢ - شبهة: قتل خالد بن الوليد - رضي الله عنه - لمالك بن نويرة.]
نص الشبهة: يقولون: إن خالدًا غلبت عليه طبيعته العسكرية، وهو يقود جيوش المسلمين في الجهاد، وأنه لم يستبريء لدينه بالتروي، والتوقف عند ورود الشبهات.
وإن أبا بكر أمر برد السبي وودى مالك بن نويرة، وقد كانت زوجة مالك بن نويرة في غاية الجمال، وكان خالد بن الوليد يحبها فقتل زوجها مالكًا ليتزوجها مع أنه أقر بالإسلام، وقال مالك عندما أمر خالد بقتله: (إن هذه التي قتلتني) يريد زوجته، وهذا الذي استوجب غضب عمر على خالد، وكان يريد أن يرجمه باعتباره زانيًا.
وفي زواج خالد بزوجة مالك بن نويرة يقول أبو نمير السعدي:
ألا أقل لحي أوطئوا بالسنابك ... تطاول هذا الليل من بعد مالك
قضى خالد بغيًا عليه بعرسه ... وكان هوى فيها قبل ذلك
فأمضى هواه خالد غير عاطف ... عنان الهوى عنها ولا متمالك
فأصبح ذا أهل وأصبح مالك ... إلى غير أهل هالكًا في الهوالك
فكان ممن شهد لمالك بالإسلام أبو قتادة الحارث بن ربعي أخو بني سلمة، وقد كان عاهد الله أن لا يشهد مع خالد بن الوليد حربًا أبدًا بعدها، وكان يحدث أنهم لما غشوا القوم راعوهم تحت الليل فأخذ القوم السلاح قال: فقلنا إنا مسلمون.
فقالوا: ونحن مسلمون، قلنا: فما بال السلاح معكم؟ قالوا: فما بال السلاح معكم؟ قلنا: فإن كنتم كما تقولون فضعوا السلاح، قال فوضعوها ثم صلينا وصلوا، وكان خالد يعتذر في قتله أنه كان يقول: قال صاحبكم: كذا وكذا، قال أو ما تعده لك صاحبًا؟ ثم قدمه وضرب عنقه وعنق أصحابه.
والرد على ذلك من وجوه:
الوجه الأول: ذكر الروايات.
الوجه الثاني: فضائل خالد بن الوليد - رضي الله عنه -.
الوجه الثالث: أمور وقع فيها خالد في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - ولم يحكم عليه النبي - صلى الله عليه وسلم - بالفسق أو أنه يستحق الرجم، بل يبين له الصواب، وكان هناك ما رجَّح النبي - صلى الله عليه وسلم - فيه رأي خالد.