جاء في سورة يوسف (٢٤): {وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا} أي: قصدت مخالطته وقصد مخالطتها، والهمُّ بالشيء قصده والعزم عليه، ومنه الهَمَام وهو الذي إذا قصد شيئًا أمضاه، وهذا القول يناقض التاريخ المقدس الذي يقول: إنها لما طلبت إليه الشر استنكر طلبها وقال: كيف أصنع هذا الشر العظيم وأخطئ إلى الله؟ (ولما أمسكت بثوبه تركه معها وهرب)(تكوين ٣٩: ٩)؟
والرد على هذه الفرية من وجوه:
الوجه الأول: منزلة يوسف في القرآن والسنة.
الوجه الثاني: معنى: (هَمَّ بها).
الوجه الثالث: الأدلة على براءة يوسف - عليه السلام -.
الوجه الرابع: مقارنة بين القصة في التوراة والقرآن.
وإليك التفصيل
[الوجه الأول: فضل نبي الله يوسف - عليه السلام - من القرآن والسنة.]
فضل يوسف - عليه السلام - في القرآن والسنة:
أولًا: في القرآن الكريم:
فقد أنزل الله - عز وجل - في شأنه وما كان من أمره سورة من القرآن العظيم لِيُتَدَبَّرَ ما فيها من الحكم والمواعظ والآداب والأمر الحكيم؛ أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم: {الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (١) إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (٢) نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ (٣) إِذْ قَالَ يُوسُفُ. . .} [يوسف: ١ - ٤]. (١)