[٤ - شبهة: حول نفي العذاب وإثباته.]
[نص الشبهة]
قال تعالى: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (٣٣) وَمَا لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَا كَانُوا أَوْلِيَاءَهُ إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (٣٤)} [الأنفال: ٣٣، ٣٤].
والسؤال:
• كيف يصح أن ينفي العذاب أولًا، ثم يثبته آخرًا؟
• كيف يجد النبي - صلى الله عليه وسلم - عذرًا لقومه خاصة، وأنهم طلبوا العذاب مع أن الأنبياء قبل ذلك لم يحاولوا أن يجدوا أعذارًا للكفار من قومهم؟
والجواب على ذلك من وجوه:
الوجه الأول: الآية فيها أن الله أمَّنهم من العذاب في أحد الحالين.
الوجه الثاني: أن المراد بقوله {يَسْتَغْفِرُونَ} استغفار المؤمنين المستضعفين بمكة.
الوجه الثالث: أن المراد بقوله {يَسْتَغْفِرُونَ} أي: المشركين.
الوجه الرابع: أن معنى {وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} أي: يسلمون.
الوجه الخامس: قيل: إن العذاب الأول غير العذاب الثاني.
الوجه السادس: قيل: إن الآية الثانية ناسخة للأولى.
الوجه السابع: ماذا عن حال الأنبياء في الكتاب المقدس؟
وإليك التفصيل
الوجه الأول: الآية فيها أن الله أمَّنهم من العذاب في أحد الحالين.
فالنبي - صلى الله عليه وسلم - خرج مهاجرًا، واستغفارهم معدوم لإصرارهم على الكفر، فاستحقوا الوعيد الآخر، أو أنه تعالى نفى ذلك - أي العذاب - بشرطٍ وأثبته مع فقد الشرط (١).
(١) ذكره الطبري في تفسيره (٦/ ٢٣٦)، "تنزيه القرآن عن المطاعن" للقاضي عبد الجبار (١٨٤).