للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} (آل عمران: ٧١)، وكذا قوله: {وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ وَعِنْدَهُمُ التَّوْرَاةُ فِيهَا حُكْمُ اللَّهِ ثُمَّ يَتَوَلَّوْنَ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُولَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ (٤٣)} [المائدة: ٤٣] وذلك في مسألة رجم الزاني، وهو مذكور في سفر التثنية، حيث يقول: ١١ "إِذَا كَانَتْ فتَاة عَذْرَاءُ مَخْطُوبَةً لِرَجُل، فَوَجَدَهَا رَجُلٌ فِي الْمَدِينَةِ وَاضْطَجَعَ مَعَهَا، ٢٤ فَأَخْرِجُوهُمَا كِلَيْهِمَا إِلَى بَابِ تِلْكَ الْمَدِينَةِ وَارْجُمُوهُمَا بِالحجَارة حَتَّى يَمُوتَا. الْفَتَاةُ مِنْ أَجْلِ أَنَّهَا لَمْ تَصْرُخْ فِي الْمَدِينَةِ، وَالرَّجُلُ مِنْ أَجْلِ أنَّهُ أَذَلَّ امْرَأَةَ صَاحِبِهِ. فتَنْزع الشَّرَّ مِنْ وَسَطِكَ" (التثنية ٢٢/ ٢٣ - ٢٤).

وفي صحيح البخاري أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم وقولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إليكم". (١)

[أشياء ذكرت في القرآن وغير موجودة في التوراة والإنجيل]

ومما يثبت أيضًا أن هذه الأسفار ليست توراة موسى ولا إنجيل عيسى أن القرآن نسب إلى أسفار موسى وإنجيل عيسى عليهما السلام الكثير من المعاني التي نفتقدها في النصوص الحالية، ومن ذلك قوله: {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَآلْقُرءَانِ} [التوبة: ١١١] ولا وجود لهذا المعنى في العهد القديم ولا الجديد.

ومثله قوله تعالى: {بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (١٦) وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى (١٧) إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى (١٨) صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى} (الأعلي ١٦ - ١٩)، فهذا المعنى أيضًا لا وجود له في صحف الأسفار المنسوبة لموسى والتي تخلو من الحديث عن الآخرة والقيامة، فضلًا عن المقارنة بينها وبين الدنيا.

ومثله نفتقد في الأسفار الحالية ما نسبه الله إلى توراته وإنجيله: {الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ


(١) رواه البخاري (٤٤٨٥). وانظر: الجواب الصحيح لابن تيمية (١/ ١٣٢ - ١٣٤)، الإبطال لنظرية الخلط بين دين الإسلام وغيره من الأديان لبكر أبو زيد (٧٢ - ٧٤)، هل العهد القديم كلمة الله، منقذ السقار (٥ - ٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>