فقد أجمعت الأناجيل على قيامة عيسى من الموت، فقد جاء في إنجيل متى (٢٨/ ٥ - ٧)" فَأَجَابَ الملَاكُ وَقَال لِلْمَرْأَتَيْنِ: "لَا تَخَافَا أَنْتُمَا، فَإِنِّي أَعْلَمُ أَنَّكُمَا تَطْلُبَانِ يَسُوعَ المصْلُوبَ. لَيْسَ هُوَ ههُنَا، لأَنَّهُ قَامَ كَمَا قَال! هَلُمَّا انْظُرَا الموْضِعَ الَّذِي كَانَ الرَّبُّ مُضْطَجِعًا فِيهِ. وَاذْهَبَا سَرِيعًا قُولَا لِتَلَامِيذهِ: إِنَّهُ قَدْ قَامَ مِنَ الأَمْوَاتِ. "
ولكن هذا قد سبقهم إليه الهنود، حيث قالوا في كرشنا: "هوذا كرشنا صاعد إلى وطنه في السماوات"، وكذا يقول عُبّاد بوذا بأنه حزن عليه بعد موته أهل السماوات والأرض "حتى إن مهاويو (الإله العظيم) حزن ونادى: قم أيها المحب المقدس فقام كام (أي بوذا) حيًّا، وبُدلت الأحزان والأتراح بالأفراح، وهاجت السماء، ونادت فرِحة: عاد الإله الذي ظُن أنه مات وفُقد .. "، ومثله يعتقده الصينيون في إلههم (لأوكيون)، والمجوس في (زورستر).
ويقول عابدو (سكولابيوس) في القصيدة التي حكت عن حياته "أيها الطفل القادر على شفاء الأمم في السنين القادمة حينما يهبُّ مَن في القبور .... وأنمت من المسكن المظلم ستقوم ظافرًا وتصير إلهًا" وعن تموز يقول البابليون: "ثقوا أيها القديسون برجوع إلهكم، واتكلوا على ربكم الذي قام من الأموات".
ومثل هذا الاعتقاد، سرى في كثير من الوثنيات قبل المسيحية، فقد قيل بقيام أوزوريس، وحورس، ومتراس، وباخوس، وهرقل، وكوتز لكوتل، ويلدور، وغيرهم، فكل هؤلاء قال عُبّادهم بقيامتهم من الموت. ولعل أهم هؤلاء أوزوريس معبود المصريين القريب من مهد المسيحية، وقد انتشرت أسطورته في القرن الثالث قبل الميلاد. ويقول المؤرخ مهامي: "إن محور التعليم الديني عند الوثنيين في مصر في القرون الخالية هو الإيمان بقيام الإله". (١)
[(٢) نزول الآلهة إلى الجحيم من أجل تخليص الأموات من الجحيم.]
[١ - عند الوثنيين]
يعتقد الوثنيون أن آلهتهم المتجسدين نزلوا إلى الجحيم بعد قتلهم أو صلبهم ليخلصوا الأموات.
ورد ذلك عن "كرشنا"، "زورستر"، "أدونيس"، "باخوص"، "هرقل"
(١) العقائد الوثنية في الديانة النصرانية (١٥٨ - ١٦٣)، المسيحية الحقة التي جاء بها المسيح، علاء أبو بكر (ص ١٦).