للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

للعالمين، وإعطاء الرضي، والسؤل، والكوثر، وسماع القول، وإتمام النعمة، والعفو عما تقدم وما تأخر، وشرح الصدر، ووضع الإصر، ورفع الذكر، وعزة النصر، ونزول السكينة، والتأييد بالملائكة، وإيتاء الكتاب، والحكمة، والسبع المثاني، والقرآن العظيم، وتزكية الأمة، والدعاء إلى الله، وصلاة الله تعالى، والملائكة، والحكم بين الناس بما أراه الله، والأغلال عنهم، والقسم باسمه، وإجابة دعوته، وتكليم الجمادات، والعجم، وإحياء الموتى، وإسماع الصم، ونبع الماء من بين أصابعه، وتكثير القليل، وانشقاق القمر، ورد الشمس، وقلب الأعيان، والنصر بالرعب، والاطلاع على الغيب، وظل الغمام، وتسبيح الحصى، وإبراء الآلام، والعصمة من الناس إلى ما لا يحويه محتفل ولا يحيط بعلمه إلا ما نحه ذلك، ومفضله به لا إله غيره إلى ما أعد له في الدار الآخرة من منازل الكرامة، ودرجات القدس، ومراتب السعادة، والحسنى، والزيادة التي تقف دونها العقول ويحار دون إدراكها الوهم.

إن قلت أكرمك الله لا خفاء على القطع بالجملة أنه - صلى الله عليه وسلم - أعلى الناس قدرًا وأعظمهم محلًا وأكملهم محاسن وفضلًا، وقد ذهبت في تفاصيل خصال الكمال مذهبًا جميلًا شوقني إلى أن أقف عليها من أوصافه - صلى الله عليه وسلم - تفصيلًا، فاعلم - نور الله قلبي وقلبك وضاعف في هذا النبي الكريم حبي وحبك - أنك إذا نظرت إلى خصال الكمال التي هي غير مكتسبة، وفى جبلة الخلقة وجدته - صلى الله عليه وسلم - حائزًا لجميعها محيطًا بشتات محاسنها دون خلاف بين نقلة الأخبار لذلك، بل قد بلغ بعضها مبلغ القطع، أما الصورة وجمالها تناسب أعضائه في حسنها فقد جاءت الآثار الصحيحة (١).

[الوجه الخامس: من خصائص النبي - صلى الله عليه وسلم - نظافة جسمه وطيب ريحه وعرقه ونزاهته عن الأقذار وعورات الجسد - صلى الله عليه وسلم -.]

فكان قد خصه الله تعالى في ذلك بخصائص لم توجد في غيره، ثم تممها بنظافة الشرع وخصال الفطرة العشر، فعن أنس - رضي الله عنه - قال: ما شممت عنبًرا قط ولا مسكًا ولا شيئًا أطيب من ريح رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وعن جابر بن سمرة - رضي الله عنه - أنه - صلى الله عليه وسلم - مسح خده، قال: فوجدت ليده بردًا


(١) الشفا بتعريف حقوق المصطفى (١/ ٥٩: ٥١).

<<  <  ج: ص:  >  >>