للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ونبين حرص الإسلام على هذا الحق من خلال النقاط الآتية:

١ - الاستنجاء وآداب قضاء الحاجة: فلقد أوجب الإسلام الاستنجاء لكل خارج من السبيلين (القُبل والدُبر) إلا من الريح. فعن أنس -رضي الله عنه- قال: كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يدخل الخلاء فأحمل أنا وغلام نحوي إداوة من ماء وعنزة، فيستنجي بالماء. (١) وإذا استنجى المسلم فإنه لا يستنجى بيمينه، لحديث أبي قتادة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لا يمسكن أحدكم ذكره بيمينه وهو يبول، ولا يتمسح من الخلاء بيمينه، ولا يتنفس في الإناء". (٢) وعن سلمان -رضي الله عنه- قال: قال لي رجل: إن صاحبكم ليعلمكم حتى الخراءة قال: أجل، نهانا أن نستقبل القبلة بغائط أو بول، وأن نستنجي بأيماننا، أو نكتفي بأقل من ثلاثة أحجار". (٣) ومن آداب الاستنجاء أيضًا أن ينظف يده بعد الاستنجاء إما أن يغسلها بالصابون أو أن يدلكها بالأرض إن لم يجد فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: "كان النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا أتى الخلاء أتيته بماء في تور أو ركوة، فاستنجى ثم مسح يده على الأرض". (٤)

وهذا الأمر فيه كثير من الفوائد الصحية والوقائية. (٥)

٢ - السواك: لقد عني الإسلام عناية كبيرة بالسواك وجاء الحض على استعماله في أحاديث كثيرة منها: عن زيد بن خالد -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة" (٦).

ولقد أثبتت الأبحاث العلمية في جامعة رستوك بألمانيا الشرقية أن بعض المواد المضادة للميكروبات، وخاصة التي تحتمي في المواد الدهنية، موجودة في السواك وقد أثبت الطب


(١) البخاري (١٥٢)، مسلم (٢٧١).
(٢) مسلم (٢٦٧).
(٣) مسلم (٢٦٢).
(٤) أبو داود (٤٥)، أحمد (٣/ ٣١١)، وحسنه الألباني في صحيح أبو داود (٣٥).
(٥) موسوعة الحقوق (٢٨٦).
(٦) مسلم (٢٥٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>