كشخص بعيد عنه، فيتكلم مع القوم عنه، لا يحاوره بمحاورات مباشرة، فهل هذا يدل على أن الراهب لم يعتبر أن محمدًا - صلى الله عليه وسلم - وهو صبي أمي يمكنه أن يفهم ما يقول عنه؟ .
والروايات التي تبين أن الراهب وهو يخاطب محمدًا - صلى الله عليه وسلم - وهو صبي بشكل مباشر اتفق العلماء على تضعيفها؛ لأنه من الطبيعي أن لا يتصور أن صبيًا في مثل عمره قد لا يلتفت لتلك المحادثة التي فيها إخبار بأمر النبوة.
الوجه الثاني والعشرون: لو كان سجود الشجر للنبي صحيحًا وقد رآه الناس لما حدث من اعتراضات للمشركين على النبي - صلى الله عليه وسلم -
١ - اختار بحيرى نبي المستقبل وفي حضور كبار رجال قريش قال: إن محمد - صلى الله عليه وسلم - وهو صبي سيصبح نبي رب العالمين ورحمة للعالمين. وبذلك يكون رجال قريش شهودًا على تلك الحادثة غير عادية، وينقلونها إلى أهل مكة عند عودتهم إليها وبذلك تصبح حديث الناس، ومن الطبيعي أنه لو حدث شيء يتعلق بنبي المستقبل فإن أولئك الرجال ومن سمع الحادثة منهم سيعودون للحديث عن تلك الحادثة، لقد ظهر محمد في الصباح الباكر في البيت الحرام بعد ذلك ببضعة سنوات، حيث حل النزاع حول وضع الحجر الأسود، كان من المفروض حسب الحديث أن يصيح الناس "لقد وصل رسول رب العالمين، وظهر رحمة العالمين، ونحن نؤيده ونقبل رأيه". لكن كتب التاريخ لم تذكر شيئًا من هذا القبيل، بل تذكر أنهم قالوا "جاء الأمين - الصادق - إلخ" ومرة أخرى عندما أعلن النبي المنتظر أنه اختير لأداء المهمة، كان من المفترض حسب الحديث أيضًا أن يعلن كل من اعتنقوا الإسلام أنهم كانوا يعرفون ذلك وينتظرونه، فإننا نجد أن ذلك لم يحدث.