للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والرد على هذه الشبهة في هذه المباحث:

المبحث الأول: ما ورد أن عليًا - رضي الله عنه - أول من جمع القرآن.

المبحث الثاني: ما ورد أن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أول من جمع القرآن.

المبحث الثالث: ما جاء أن أول من جمع القرآن سالم مولى أبي حذيفة - رضي الله عنه -.

المبحث الأول: ما ورد أن عليًا أول من جمع القرآن.

١ - عن محمد بن سيرين قال: لما توفي النبي - صلى الله عليه وسلم - أقسم عليٌّ أن لا يرتدي برداء إلا لجُمعة حتى يجمع القرآن في مصحف، ففعل. فأرسل إليه أبو بكر بعد أيام: أَكَرهْتَ إمارتي يا أبا الحسن؟ قال: "لا والله إلا أني أقسمت أن لا أرتدي برداء إلا لجمعة، فبايعه ثم رجع" (١).

٢ - عن عكرمة، فيما أحسب قال: لما كان بعد بيعة أبي بكر - رضي الله عنه -، قعد علي بن أبي طالب في بيته. فقيل لأبي بكر: قد كره بيعتك. فأرسل إليه فقال: أَكَرهْتَ بيعتي؟ فقال: لا والله. قال: ما أقعدك عني؟ قال: رأيت كتاب الله يزاد فيه، فحدثت نفسي أن لا ألبس ردائي إلا لصلاة حتى أجمعه. فقال أبو بكر: فإنك نعم ما رأيت (٢).

٣ - عن عبد خير، عن علي قال: لما قبض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أقسمت أو حلفت أن لا أضع ردائي


(١) ضعيف. أخرجه ابن أبي داود في المصاحف (٣١) من طريق أشعث، عن محمد بن سيرين قال: لما توفي النبي - صلى الله عليه وسلم - أقسم عليٌّ. فذكره. فيه أشعث بن سوار: وهو ضعيف كما في التقريب ١/ ٥٧.
ثم فيه إعضال بين ابن سيرين وعلي في ذكر قصة الجمع؛ لذا قال الحافظ ابن حجر: إسناده ضعيف لانقطاعه. فتح الباري ٨/ ٦٢٩
(٢) ضعيف. فضائل القرآن لمحمد بن الضريس (٢١) من طريق أبي علي بشر بن موسى قال: حدثنا هوذة بن خليفة، قال: حدثنا عوف، عن محمد بن سيرين، عن عكرمة به. فيه انقطاع بين عكرمة وعلي. فعكرمة وُلِدَ سنةَ خمسٍ وعشرين من الهجرة. تهذيب الكمال ٢٠/ ٢٩١ - ٢٩٢.
والحادثة المذكورة من تأخر عليٍّ في بيعة أبي بكر وقعت سنة إحدى عشرةَ، ولذا شك عكرمة في روايته فقال: فيما أحسب، ثم إن هوذة بن خليفة حديثه عن عوف الأعرابي خاصة ضعيف. نص على ذلك ابن معين، وانظر تهذيب الكمال، وعوف الأعرابي ثقة لكنه كان يتشيع، والحديث فيه موافقة لقول الشيعة بتحريف القرآن إذ قال: رأيت كتاب الله يزاد فيه. وهي علة كافية لرد الأثر.

<<  <  ج: ص:  >  >>