للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٣٨)، وقال: {الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ} (النور: ٢).

[١٢ - حق الطفل]

أولًا- إثبات نسبه وتحسين اسمه: قال الله تعالى: {ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (٥)} (الأحزاب: ٥).

هذه الآية ناسخة لما كانوا عليه من التبني وهو من نسخ السنة بالقرآن فأمر أن يدعوا من دعوا إلى أبيه فإن لم يكن له أب معروف نسبوه إلى ولائه فإن لم يكن له ولاء معروف قال له يا أخي يعني في الدين قال الله تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} (الحجرات: ١٠) (١). أما ما يستحب من الأسماء فقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إن أحب أسمائكم إلى الله عز وجل عبد الله وعبد الرحمن" (٢).

قال النووي: فيه التسمية بهذين الاسمين، وتفضيلهما على سائر ما يسمى به (٣)، وكذلك يستحب تسمية الطفلة بما يدل الصدق ورفعة الشأن والهمة، وعن ابن عمر - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - غير اسم (عاصية) وقال: (أنت جميلة) (٤). وقال - صلى الله عليه وسلم - "لا تسمين غلامك يسارًا ولا رباحًا ولا نجاحًا ولا أفلح فإنك تقول: أثم هو فلا يكون، فيقول: لا" (٥).

قال ابن القيم: تغيير الاسم يكون لقبحه وكراهته فقد يكون لمصلحة أخرى مع حسنه كما غير اسم برة بزينب كراهة التزكية وأن يقال خرج من عند برة أو يقال كنت عند برة فيقول لا، ويجوز التسمية بأكثر من اسم، وكذلك الجمع بين الاسم والكنية واللقب (٦).

وعن ابن عباس - رضي الله عنه - قال: كانت جويرية اسمها برة فحول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اسمها


(١) إعراب القرآن للنحاس (٣/ ٣٠٣).
(٢) مسلم (٢١٣٢).
(٣) شرح النووي (٧/ ٣٦٩).
(٤) مسلم (٢١٣٩)، الترمذي (٢٨٣٨) وقال: هذا حديث حسن غريب.
(٥) مسلم (٢١٣٧).
(٦) تحفة المودود (١/ ١٣٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>