للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا} (الأحزاب: ٣٥). وجاء في أسباب النزول: أن النساء سألن النبي - صلى الله عليه وسلم - ما لنا لا نذكر في القرآن كما يذكر الرجال فأنزل الله تعالى الآية (١). والمقصود من أصحاب هذه الأوصاف المذكورة: النساء، وأما ذكر الرجال، فللإشارة إلى أن الصنفين في هذه الشرائع سواء، ليعلموا أن الشريعة لا تختص بالرجال، لا كما كان معظم شريعة التوراة خاط بالرجال، إلا الأحكام التي لا تتصور في غير النساء.

مما سبق يتضح: أن الله قد حفظ المرأة، وهي خلق من خلقه تعالى، ولهذا نبه على أن المرأة تقيم أولًا حق الله تعالى؛ حتى تشعر هي بمدي حفظ الله لها، والقرآن الكريم قد أكد المساواة في الجزاء، وعدم أفضلية الرجل على المرأة في أداء الصلاة مثلًا، إنما العبرة بالإخلاص والصدق: {وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا} (النساء ١٢٤)، وقال تعالى {وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ} ثم المساواة في التكاليف إلا خص به الرجل، قال تعالى: {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ} ثم قال: {وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ} (النورا ٣: ٣٥). وقال - صلى الله عليه وسلم -: "إن النساء شقائق الرجال" (٢).

وقال ابن الأثير: أي نظائرهم وأمثالهم في الأخلاق والطباع، كأنهن شققن منهم، ولأن حواء خلقت من آدم (٣).

ثم المساواة في العقوبات، كقوله تعالى: {وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا} (المائدة:


(١) الترمذي (٣٠٢٢)، وصححه الألباني في صحيح الترمذي (٢٥٦٥).
(٢) أبو داود (٢٢٧)، الترمذي (١١٣)، وحسنه الألباني في صحيح أبي داود (٢١٦).
(٣) النهاية (٢/ ٤٩٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>