[٥ - شبهة: ويمكرون ويمكر الله.]
[نص الشبهة]
أثار المعترضون شبهة أن الله -عَزَّ وَجَلَّ- ماكر، ويمكر، واعتبروا أن هذا نقص، وكيف يكون إله وله هذه الصفة المذمومة؟ ، فحرفوا الكلم عن مواضعه وقالوا: الله ماكر ويمكر {وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ} [آل عمران: ٥٤]، {وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (٥٠)} [النمل: ٥٠].
وعن ابن عباس قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يدعو يقول: رب أعني ولا تعن عليَّ، وانصرني ولا تنصر عليَّ، وامكر لي ولا تمكر عليَّ، واهدني ويسر الهدى لي، وانصرني على من بغى عليَّ، رب اجعلني لك شكارًا، لك ذكارًا، لك رهابًا، لك مطواعًا، لك مخبتًا، إليك أواها منيبا، رب تقبل توبتي، واغسل حوبتي، وأجب دعوتي، وثبت حجتي، وسدد لساني، واهد قلبي، واسلل سخيمة صدري. (١)
والرد على هذه الشبهة من وجوه:
الوجه الأول: المكر في اللغة.
الوجه الثاني: المكر بمعنى الاحتيال أو الخديعة ليس مذمومًا مطلقًا.
الوجه الثالث: التشابه في الأسماء لا يلزم التشابه في المسميات.
الوجه الرابع: الألفاظ في النصوص الشرعية قد تتشابه في مواضع بين الخالق والمخلوق.
الوجه الخامس: إذا اتفقنا أن صفات الله غير صفات المخلوق.
الوجه السادس: صفة المكر كما وردت في القرآن.
الوجه السابع: أقوال أهل العلم في المكر.
الوجه الثامن: ماذا في كتبهم المقدسة لديهم من صفة المكر؟
الوجه التاسع: نبذة يسيرة عما في كتبهم من وصف الله تعالى بصفات لا تليق.
وإليك التفصيل
(١) رواه الترمذي في سننه (٣٥٥١)، وأبو داود في سننه (١٥١٠)، وابن ماجة في سننه (٣٨٣٠)، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وصححه الألباني في صحيح ابن ماجة (٣٠٠٨).