للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[١٤ - شبهة: اقتباس القرآن من الشعر.]

[نص الشبهة]

ادعى مَنْ عادى الإسلام أن القرآنَ الكريم اقتبس من شعر امرئ القيس عدة فقرات، وضَمَّنَهَا آياتِه، ولم يحدث هذا في آية أو آيتين، بل في عدة آيات، وإذا كان الأمر كذلك، لم يكن لما يُدندن حوله المسلمون من بلاغة القرآن وإعجازه مكان؛ بل هو في ذلك معتمد على بلاغة من سبقه من فحول الشعراء وأساطين البلاغة. ومثال ذلك: ما قاله المناوي: "وقد تكلم امرؤ القيس بالقرآن قبل أن ينزل، فقال:

يتمنى المرء في الصيف الشتاء ... حتى إذا جاء الشتاء أنكره

فهو لا يرضى بحال واحد ... قتل الإنسان ما أكفره

وقال:

إذا زلزلت الأرض زلزالها ... وأخرجت الأرض أثقالها

تقوم الأنام على رسلها ... ليوم الحساب ترى حالها

وقال بعضهم إن امرئ القيس قال:

دنت الساعة وانشق القمر ... غزال صاد قلبي ونفر

مر يوم العيد بي في زينة ... فرماني فتعاطى فعقر

بسهام من لحاظ فاتك ... فرعني كهشيم المحتظر

وإذا ما غاب عني ساع ... كانت الساعة أدهى وأمر. (١)

وقد جاء في القرآن الكريم قوله تعالى: {قُتِلَ الْإِنْسَانُ مَا أَكْفَرَهُ (١٧)} وقوله تعالى: {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ (١) وقوله تعالى: {إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا (١) وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا (٢)} [الزلزلة: ١, ٢]، وقوله تعالى: {إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَكَانُوا كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ (٣١)}، وقوله تعالى {فَنَادَوْا صَاحِبَهُمْ فَتَعَاطَى فَعَقَرَ (٢٩) وقوله تعالى: {بَلِ


(١) فيض القدير شرح الجامع الصغير ٢/ ١٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>