للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يقول اسبيروجبور: "ففي آدم مات الجميع بآدم حيث انتقل الموت إلى الجميع، أما في المسيح فقد قام الجميع، بالمسيح انتقل الجميع من الموت إلى الحياة." (١)

ويقول أفلاطون مطران موسكو: "وقد أظهر يسوع بقيامته أنه غلب الموت، وكيف كان ممكنا أن ينضبط الموت المتسلط على الحياة." (٢)

يقول دوم كولومبا مرميون: "فالمسيح بقيامته أباد الخطيئة التي سببت الموت لآدم ونسله، ذلك أن المسيح بقيامته انتصر على الموت الذي سببته الخطية، وعليه فإن القيامة أعادت الحياة الجديدة للإنسان التي لا سلطان للموت عليها." (٣)

[المبحث الثاني: الرد على هذه الأقوال من وجوه]

[الوجه الأول: إذا كان المسيح قد مات فمن الذي أحياه؟]

فإن قالوا: نفسه، قلنا: وهو حي أو ميت؟

فإن قالوا وهو حي لزمهم تحصيل الحاصل، وإن قالوا وهو ميت لزمهم المحال، لأن الخالق للحياة لا يمكن أن يكون ميتًا، بل أقلّ أحواله أن يكون عالمًا بمن يحييه، وقيام العلم بغير الحي محال، وإن قالوا أحياه غيره وهو الذي أماته. قلنا: فذلك الغير الذي تولى موته وإحيائه أحي أم ميت؟ فإن قالوا ميت كان ذلك محالا إذ الميت لا يحيي ولا يميت، وإن قالوا كان حيا قادرا أمات المسيح ثم أحياه قلنا فقد اعترفتم أن المسيح عبد من العبيد تجري عليه الأحكام من الأموات والأحياء وفي هذا بطلان شريعة إيمانكم." (٤)

[الوجه الثاني: من كان يحكم الكون أيام موت المسيح؟]

هم يقولون إن المسيح الابن - الأقنوم الثاني - هو الذي يمثل العلم أو النطق للذات الإلهية، وهنا نتسائل: هل كان الله في هذه الأيام الذي مات ودفن فيها جاهلًا بدون علم؟


(١) سر التدبير الإلهي (التجسد ص ١٦٨).
(٢) الخلاصة الشهية (١٠٠).
(٣) المسيح حياة النفس (١٩٤).
(٤) انظر: الأجوبة الفاخرة (١٩٩)، المنتخب الجليل (١١٥). وانظر تفصيل ذلك في الفصل الثالث من هذا الباب.

<<  <  ج: ص:  >  >>