للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الصحيحين وغيرها في حديث الشفاعة الطويل أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أخبر بأن أهل الموقف يأتون آدم يوم القيامة فيقولون: "يا آدم أنت أبو البشر خلقك الله بيده، ونفخ فيك من روحه، وأسجد ملائكته، وعلمك أسماء كل شيء؛ فاشفع لنا إلى ربك" (١)، وكما جاء في كتاب الأسماء والصفات للبيهقي أن الملائكة قالوا: "يا رب خلقت بني آدم يأكلون، ويشربون، وينكحون، ويركبون، فاجعل لهم الدنيا ولنا الآخرة. فقال الله تعالى: "لا أجعل صالح ذرية من خلقت بيديَّ، ونفخت فيه من روحي كمن قلت له كن فكان. (٢)

فكل هذه الأحاديث والآثار تبين المقصود من تخصيص آدم في الآية بكونه مخلوقًا بيد الله عز وجل.

[ثانيا: الأدلة من السنة على إثبات اتصاف الله باليد.]

ثم يقال: ليست هذه الآية الوحيدة التي ثبت بها اتصاف مولانا العظيم بصفة اليد؛ بل هناك نصوص أخرى من الكتاب والسنة، فمن ذلك أن أبا هريرة - رضي الله عنه - كان يقول قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "يقبض الله تبارك وتعالى الأرض يوم القيامة، ويطوي السماء بيمينه، ثم يقول: أنا الملك أين ملوك الأرض؟ . (٣)

وعن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنه - مرفوعًا "المقسطون يوم القيامة على منابر من نور عن يمين الرحمن وكلتا يديه يمين". (٤)

وقوله - صلى الله عليه وسلم -: "يمين الله ملأى لا يغيضها نفقة سحاء الليل والنهار، أرأيتم ما أنفق منذ خلق الخلق فإنه لم يغض ما في يمينه، وبيده الأخرى القسط يخفض ويرفع". (٥)

ولمّا ذكر النبي - صلى الله عليه وسلم - أعلى أهل الجنة منزلة قال الله: "أولئك الذين غرست كرامتهم بيدي وختمت عليها". (٦)


(١) أخرجه البخاري (٣١٦٢)، ومسلم (١٩٣).
(٢) كتاب الأسماء والصفات للبيهقي صـ ٣١٧.
(٣) البخاري (٤٥٣٤)، ومسلم (٢٧٨٧).
(٤) مسلم (١٨٢٧).
(٥) البخاري (٤٤٠٧)، ومسلم (٩٩٣).
(٦) مسلم (١٨٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>