للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يَكُونَ آخِرُ عَهْدِهَا بِالْبَيْتِ؟ فَقَالَ لَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ: إِمَّا لَا، فَسَلْ فُلَانَةَ الأَنْصَارَّيةَ، هَلْ أَمَرَهَا بِذَلِكَ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-؟ قَالَ: فَرَجَعَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، وَهُوَ يَقُولُ: مَا أَرَاكَ إِلَّا صَدَقْتَ (١).

عن أبي سلمة قال: جاء رجل إلى ابن عباس، وأبو هريرة جالس عنده، فقال: أفتني في امرأة ولدت بعد زوجها بأربعين ليلة، فقال ابن عباس: آخر الأجلين. قلت: قال أبو هريرة: أنا مع ابن أخي -يعني أبا سلمة-، فأرسل ابن عباس غلامه كريبًا إلى أم سلمة يسألها فقالت: قتل زوج سبيعة الأسلمية، وهي حبلى، فوضعت بعد موته بأربعين ليلة، فخطبت فأنكحها رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، وكان أبو السنابل فيمن خطبها (٢).

[المرأة تختار أكرم الرجال، وتعرض نفسها عليه]

عن سهل بن سعد: أن امرأة جاءت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فقالت: يا رسول اللَّه جئت لأهب لك نفسي. . . فلما رأت المرأة أنه لم يقض فيها شيئًا جلست. . . " (٣).

وعن ثابت البناني قال: كنت عند أنس، وعنده ابنة له، قال أنس: جاءت امرأة إلى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- تعرض عليه نفسها، قالت: يا رسول اللَّه! ألك بي حاجة؟ فقالت بنت أنس: ما أقل حياءها واسوأتاه واسوأتاه. قال: هي خير منك؛ رغبت في النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، فعرضت عليه نفسها (٤).

[الوجه السابع: ماذا عن شخصية المرأة في الكتاب المقدس؟ .]

لقد كان بولس (شاول) -مؤسس المسيحية الحالية- يعتبر النساء أقل منزلة من الرجال، فهو القائل في الرسالة الأولى إلى كورنثوس (١٤/ ٣٥: ٣٤): لِتَصْمُتْ نِسَاؤُكُمْ فِي الْكَنَائِسِ، لأَنَّهُ لَيْسَ مَأْذُونًا لَهُنَّ أَنْ يَتَكَلَّمْنَ، بَلْ يَخْضَعْنَ كَمَا يَقُولُ النَّامُوسُ أَيْضًا. وَلكِنْ إِنْ كُنَّ يُرِدْنَ أَنْ يَتَعَلَّمْنَ شَيْئًا، فَلْيَسْأَلْنَ رِجَالَهُنَّ فِي الْبَيْتِ، لأَنَّهُ قَبِيحٌ بِالنِّسَاءِ أَنْ تَتَكَلَّمَ فِي كَنِيسَةٍ.


(١) مسلم (١٣٢٨).
(٢) البخاري (٤٩٠٩).
(٣) البخاري (٢٣١٠)، ومسلم (١٤٢٥).
(٤) صحيح تقدم تخريجه. وحديث الواهبة أثيرت حوله شبهات وقد أجبنا عنها في ملف (شبهات المرأة)

<<  <  ج: ص:  >  >>