للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على المسلم حرام دمه وماله وعرضه" (١)

وقال الله -عز وجل-: {فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا} [آل عمران: ١٠٣]، أي: صرتم بنعمة الإسلام إخوانا في الدين، والإخوان جمع أخ، وسمي أخا لأنه يتوخى مذهب أخيه، أي يقصده. (٢) وقيل: فأصبحتم بتأليف الله -عز وجل- بينكم بالإسلام وكلمة الحق والتعاون على نصرة أهل الإيمان والتآزر على من خالفكم من أهل الكفر، إخوانا متصادقين لا ضغائن بينكم، ولا تحاسد. (٣)

الحب في الله والبغض في الله: عن أنس -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار". (٤) قوله: (وأن يحب المرء) قال يحيى بن معاذ: حقيقة الحب في الله أن لا يزيد بالبر ولا ينقص بالجفاء. (٥)

عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله "ذكر منهم" ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه". (٦) قوله "تحابا" بتشديد الباء وأصله أي اشتركا في جنس المحبة وأحب كل منهما الآخر حقيقة لا إظهار فقط، وقوله: "اجتمعا على ذلك وتفرقا عليه" والمراد أنهما على المحبة الدينية ولم يقطعاها بعارض دنيوي سواء اجتمعا حقيقة أم لا حتى فرق بينهما الموت". (٧)

وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إن الله يقول يوم القيامة: أين المتحابون


(١) مسلم (٢٥٦٤). وانظر: الجامع لأحكام القرآن للقرطبي (١٦/ ٣٠٧).
(٢) الجامع لأحكام القرآن للقرطبي (٤/ ١٧٢).
(٣) جامع البيان الطبري (٤/ ٣٦).
(٤) البخاري (١٦)، ومسلم (٤٣).
(٥) فتح الباري لابن حجر (١/ ٧٩).
(٦) رواه البخاري (٦٦٠)، ومسلم (١٠٣١).
(٧) الفتح (٢/ ١٧٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>